غزة - قدس الإخبارية: قال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هاني خليل إن المجلس المركزي جاء استكمالًا لسيناريو استبدال المفاوضات على حل الدولتين بالسلام الاقتصادي، وهو ما عبرت عنه التعيينات الأخيرة للفريق الذي يحمل هذا المشروع والتحضير للمرحلة القادمة.
وأوضح خليل في حديث لـ "شبكة قدس" إن الاحتلال يتحدث بقوة عن هذا السيناريو، خاصة بعد الانفتاح على دول التطبيع العربية، وهو ما يتجلى بتخفيض سقف اللقاءات مع قيادات السلطة الفلسطينية في الفترة الأخيرة، وقصر أي لقاءات على مناقشة قضايا اقتصادية وخدماتية لدعم بقاء السلطة وتدعيم بعض رموزها لحمل المشروع القادم.
وأضاف خليل أن الواقع السياسي يشير إلى أن الكيان الصهيوني أسقط من حساباته أي فكرة أو تفاوض حول مشروع حل الدولتين، وهذا ما جسده فعليًا على الأرض من خلال التمدد الاستيطاني المحموم خلال السنوات الماضية في الضفة الغربية، إضافة لمحاولاته حسم موضوع القدس كعاصمة موحدة للكيان، ومن الواضح أن الإدارة الأمريكية الحالية لا تعارض هذه الخطوات ولم تتخذ أي خطوة معاكسة لهذا المسار.
وشدد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية أن الجبهة لم تعترف بقرارات المجلس المركزي ولا بشرعيتها وما صدر عنها من تعيينات في اللجنة التنفيذية ورئاسة المجلس المركزي، معزيًا ذلك إلى "مخالفة القرارات لنظام منظمة التحرير ويشوبها عوار قانوني واضح، ولما ترسخه من مشروع التفاوض مع الاحتلال وتقدمه على الوحدة الوطنية والبناء الديمقراطي للمنظمة ومؤسساتها، وتكرس هيمنة فريق التسوية الذي يسير نحو الانسجام مع مشروع السلام الاقتصادي بخطوات واضحة."
وأشار خليل إلى أن الجبهة لن تكتفي بقرار مقاطعة اجتماع المجلس المركزي، وإنما ستواصل اتخاذ خطوات أخرى وعلى جميع الصعد بهدف قطع الطريق على هذا المسار وتحقيق الوحدة الوطنية وعودة منظمة التحرير لمسارها الطبيعي كحركة تحرر، وأن الجبهة تتسلح بجماهير شعبها وبكل القوى والشخصيات الرافضة لهذا المشروع.