غزة - خاص قُدس الإخبارية: يعاني فقراء غزة بشكل مضاعف سواء كان ذلك بسبب المنخفضات الجوية أو جائحة كورونا المستمرة، فكيف يعيش هؤلاء الفقراء في ظل تأخر شيك الشؤون الاجتماعية الذي يستمر تأخره منذ عام، خاصة العائلات التي تعيل طلبة جامعيين، ومرضى، وأعدادًا كبيرة من الأبناء.
ويقول عدد من مستفيدي شيكات الشؤون الاجتماعية لـ "قدس" إن السلطة لا تستجيب لأوجاعهم، وتلقي مسؤولية تأخير الصرف على الاتحاد الأوروبي، وهو ما دفعهم إلى الاحتجاج والاعتصام أكثر من مرة أمام مقارّ تتبع وزارة التنمية الاجتماعية في غزة، الأمر الذي ما أثار غضب وزير الشؤون الاجتماعية أحمد مجدلاني، الذي هدد بقطع مخصصات من ينفذ تلك الوقفات.
تحتج عالشؤون ... بشطب اسمك!
صبحي المغربي المتحدث باسم الهيئة العليا للمطالبة بحقوق مستفيدي الشؤون الاجتماعية تحدث في مؤتمر صحفي سابق عن أزمة الشؤون الاجتماعية: انتهى عام 2021 و بدأنا في عام 2022 ونحن نعاني من توقف صرف الشؤون الاجتماعية والمسؤولون في وزارة التنمية الاجتماعية يبررون ذلك بأن الصرف سيكون عند الربع الأول من هذا العام، الأمر الذي سيؤثر بشكل كبير على فقراء غزة من مرضى ومحتاجين، ورغم أنَّ اللغة الوحيدة للفقراء بالتعبير عن وضعهم الصعب هي الوقفات والتنديدات والاحتجاجات، إلا أننا "تلقينا تهديدات من الوزير مجدلاني بشطب أسماء كل من يشارك في هذه الوقفات الاحتجاجية، والتنديدات".
ونبه إلى أن منتفعي الشؤون الاجتماعية لهم (7) مخصصات مستحقة على وزارة التنمية منذ عام 2017، وأن مطالبهم بهذه الاستحقاقات لا تجد تجاوبًا، داعيًا الاتحاد الأوروبي لإيجاد وسيط مستقل لإرسال مساعدته إلى مستحقيها في قطاع غزة، بدلًا من إرسالها للسلطة برام الله التي تماطل في دفع الحقوق، وتتعمد إبقاء القطاع في مواجهة أزمات اقتصادية، على حد تعبيره !
111 ألف أسرة في الضفة الغربية وقطاع غزة تنتظر تسلم الدفعة المالية الثانية من أصل 4 دفعات من مخصصات عام 2021، بعدما تلقت الدفعة الأولى في 10 أيار (مايو) الماضي، بمبلغ قيمته (750) شيقلًا، بررت وزارة التنمية في ذلك الحين تقليص المبلغ بعدم التزام الاتحاد الأوروبي بتقديم مساهمته المالية السنوية للسلطة. ودأب المنتفعون تسلم مبالغ مالية تتفاوت من (700 إلى 1800) شيقل، حسب حجم الأسر، وإعالتها مرضى وطلبة، بمبلغ إجمالي يقدر بـ130 مليون شيقل في كل دفعة.
غزة تعيش موتاً سريرياً
د. ماهر الطباع محلل اقتصادي ومدير غرفة التجارة والصناعة في غزة، يقول لـ "شبكة قدس": "الوضع الاقتصادي في قطاع غزة كارثي ويعيش حالة من الجمود، وذلك بسبب خصومات موظفين السلطة هذا الشهر واستمرار الحصار والعمليات العسكرية الإسرائيلية المتكررة، وانخفاض سعر الدولار عالميا وانعكاساته وإغلاق المعابر المستمر وتحكم إسرائيل في المعابر وارتفاع معدلات البطالة وتأخر شيكات الشؤون الاجتماعية".
ويضيف الطباع "منذ سنوات طويلة وأنا أصف قطاع غزة بأنه يمر بحالة موت سريري وهذا تشبيه وبأن المشاريع الدولية التي تقدم من قبل الدول المانحة للمؤسسات الموجودة داخل القطاع هذه غذاء لحالة الموت السريري للقطاع فهي تحافظ على حالة القطاع وتحد من الأزمات الكارثية وتوفر فرص عمل وتخفف من أزمة البطالة والفقر وتعطي بريق أمل للمواطنين ولولا هذه المشاريع للقطاع لأصبح في عداد الموتى".