فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: قالت صحيفة "معاريف"، إن "إسرائيل تحب التعامل مع الوزير حسين الشيخ" الذي وصفته بـ"الغلام"، واعتبرت أن "بين المسؤولين الإسرائيليين من أحب فكرة أن يكون بديلاً للرئيس الطاعن في السن"، في إشارة للرئيس محمود عباس.
وأشارت الصحيفة إلى الاجتماع الذي عقد بين الشيخ ووزير الخارجية في حكومة الاحتلال يائير لابيد قبل أيام، وقالت: حسين الشيخ مسؤول بارز مقرب جداً من عباس وقد حل مكان صائب عريقات مفاوضا في الجوانب السياسية .
واعتبرت أن منصب وزير الشؤون المدنية منح الشيخ "خبرة واسعة وعلاقات مع القيادات الإسرائيلية، وهو يتحدث العبرية بطلاقة، وتربطه علاقات جيدة مع الضباط الكبار في الجيش الإسرائيلي، ويتمتع بمعرفة واسعة عن الساحة السياسية الإسرائيلية الداخلية"، حسب وصفها.
وأضافت: لا يبالي الشارع الفلسطيني بأكثريته بما يحصل في المقاطعة، لكنه يعرف جيداً كيف يقرأ جيداً دلالات تقديم شخصية معينة إلى الأمام، الشيخ هو شخصية معتدلة، ينظر بازدراء لحماس (وهو مكروه من قبلهم)، يعتقد أنه من الممكن تحقيق المكاسب عبر المفاوضات والاتصالات مع "إسرائيل" أكثر مما يمكن تحقيقه عبر استخدام العنف، هذه هي الشخصية المناسبة التي تحتاجها السلطة الفلسطينية في ظل حالتها المتداعية للاتصال بإسرائيل.
وحول تفضيل "إسرائيل" لحسين الشيخ لمنصب رئيس السلطة المقبل، قالت: ليس من عادة "إسرائيل" تتويج الملوك لذلك لن تقدم المساعدة له للوصول إلى هناك، تخصصت الولايات المتحدة بهذا النوع من الرياضة، وفي أكثر الحالات فشلت في ذلك سجلت فشلا ذريعا في العراق عندما حاولت ولم تنجح في تنصيب الجلبي قائدا للعراق في اليوم التالي لصدام.
وتابعت: على امتداد عدة سنوات حتى تنحي حسني مبارك اعتقدت الجهات الأمنية في "إسرائيل" والقيادة السياسية كذلك أن ابنه جمال سيكون الرئيس القادم لمصر، كان هذا مفهوماً خاطئاً والذي بدأ يتشكل رويدا رويدا خلال الاتصالات مع القصر الجمهوري في مصر، متجاهلا بشكل مستمر التغييرات في المجتمع المصري والتيارات العميقة والتي كانت جميعها واضحة للعيان.
واعتبر التقرير أنه "في الوقت الذي أدمنت فيه إسرائيل على مصدر واحد، رسمي، زودها بمعلومات جزئية، كان المتظاهرون يقطعون الغصن الذي يجلس عليه أبناء مبارك وصولا إلى اندلاع موجة الغضب الكبيرة في كانون الثاني 2011.
وقالت الصحيفة: حسين الشيخ شأنه شأن الجلبي هو مقامرة مليئة بالمغامرة، خلفه هناك العديد من الفضائح العامة منها ما يتعلق بانتهاك الخصوصية الشخصية والتي يعرفها الجمهور الفلسطيني جيدا ويصعب عليهم قبولها، قيادة السلطة الفلسطينية ككل غير محبوبة من جمهورها وحسين الشيخ ممثل مخلص لهذا النفور، ينظر إليه وإلى شركائه في الشارع الفلسطيني باعتبارهم مجموعة متغطرسة، كل واحد منهم يعمل لبيته قبل أن يعمل لصالح شعبه.
ووصفت ممثلي السلطة بأنهم "لا يعرضون أنفسهم على الجمهور للانتخابات وبالتالي لا يدينون لهم بأي شيء"، وأشارت إلى أن "استطلاعات الرأي العام أظهرت لعدة سنوات متتالية إلى أي حد ينفر الجمهور الفلسطيني من ممثليه وكيف سئم منهم ويتمنى رحيلهم".
واعتبرت أن "حسين الشيخ كان في صورة القرارات التي اتخذها الرئيس عباس بإلغاء الانتخابات وقطع رواتب موظفي غزة"، وأضافت: البقع العالقة في السلطة حول المستوى الأخلاقي المتدني، غياب الكاريزما، وخيانة مصالح المواطن البسيط التصقت به أيضاً، إنه النقيض التام للقائد الشعبي، ولم يكن لديه في يوم من الأيام كتائب أو دعم شعبي، على الرغم من كل ذلك فهو الآن العنوان الأول لإسرائيل ربما أكثر حتى من رئيس المخابرات العامة ماجد فرج.