ترجمات عبرية - قدس الإخبارية: كشفت مجلة إسرائيلية، اليوم الثلاثاء 18 يناير 2022، تفاصيل جديدة عن عملية القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في دبي.
وبحسب مجلة "يسرائيل ديفينس" فإن "المبحوح وصل الإمارات العربية المتحدة في كانون الثاني/ يناير 2010، وقد اعتاد على الذهاب هناك من وقت لآخر، حيث تعتبر مركز الأعمال في الشرق الأوسط، ويتدفق إليها رجال الأعمال حول العالم، وكان يمكن عقد اجتماعاته مع رجال الحرس الثوري الإيراني دون لفت الانتباه، مع أنه نجا قبل ذلك من ثلاث محاولات اغتيال فاشلة على الأقل نفذها الموساد، وقد كان على الهدف، وهو يعلم ذلك، وحاول التصرف بأقصى قدر من السرية".
وأضافت أن "المبحوح كان ناشطا مخضرما، مقاتلا يتمتع بخبرة استخباراتية وعملياتية واسعة، ومسؤولا عن تنسيق شحنات الأسلحة من إيران إلى غزة، لكنه لا يأتي بحراس أمنيين إلى دبي، والمعلومات الاستخباراتية للعملية كانت دقيقة لدى الموساد، وربما تم اختراق بريده الإلكتروني، فتم التعرف مسبقاً على المعلومات حول تحركاته المتوقعة، حيث أقيمت فرقة الاغتيال في الميدان، وتمت دراسة الفندق ومحيطه جيدًا، وطرق الوصول والانسحاب منه، والسلوك داخله، وكيف تبدو طوابقه، والوصول إليها، ونظام الكاميرات فيه".
وتزعم التقارير الإسرائيلية أن فرقة الاغتيال جاءت إلى دبي عدة مرات، لدراسة وفحص الفنادق المختلفة التي قد يقيم فيها المبحوح، حيث وصل من رحلة مباشرة من دمشق إلى مطار دبي بجواز سفر فلسطيني باسم محمود عبد الرؤوف محمد، لكن إحدى فرق العمليات كانت تنتظره وهو يخرج من الميدان، وتتابعه وتفحص خطواته، ولم يغب عن عيونهم لحظة واحدة، وبعد نصف ساعة من الهبوط، توجه إلى فندق البستان روتانا، وحجز غرفة هناك، وتم بالفعل تعيين أطقم العمليات داخل وخارج الفندق ، بغرض جمع المعلومات الاستخبارية، وتأمين فريق التشغيل بشكل أكبر.
الفريق الأول تمثلت مهمته في التحقق من مكان إقامة المبحوح، بحيث عندما يستدير للمصاعد يتبعونه، وارتدى عضوا الفريق ملابس التنس ومجهزين بالمضارب، صعدا معه إلى الطابق العلوي، في الغرفة 230 انتقل بقية الفريق، وبقي المبحوح في غرفته يستريح لفترة قصيرة، وبعد ساعة عند 4:30 مساءً، يغادر غرفته، ويذهب لحضور اجتماع، لكن فريق المراقبة في الخفاء يتابعه، دون أن يتم اكتشافهم.
بعد دقائق قليلة من مغادرة المبحوح للفندق، يصل ضيف "عشوائي" يحمل جواز سفر فرنسيًا، حجز غرفة 237 مقابل غرفة المبحوح، عقب حصوله على المفتاح، لم يصعد للغرفة قط، بل تم تسليم المفتاح لعضو آخر موجود في الردهة بانتظار المفتاح، وقد وصل برفقة امرأة بجواز سفر إيرلندي على متن رحلة من باريس، وصعدا للغرفة 237 معًا بعد ربع ساعة من مغادرة المبحوح للفندق، وفي الغرفة توجد القيادة الأمامية للعملية، وبعد ساعتين، 6:30 مساءً، وصل 4 آخرين للفندق، وتوجهوا مباشرة للغرفة ذاتها.
قرابة الساعة 20:00 مساءً، انتقل فريق العملية في الغرفة 237 لغرفة المبحوح 230، وانتظره بفارغ الصبر، مع أعصاب متوترة، وعند وصوله الفندق يتم إبلاغ فريق التشغيل، فيما هم يختبئون في الغرفة المظلمة، بانتظار أن يضيء النور، وفور دخوله هاجموه بهدوء، قيدوه، وحقنوه بالسم الذي ينتشر بسرعة في جسده، مما أدى لمقتله، دون ترك أي آثار عليه، فيظهر أنه مات بصورة طبيعية، ثم يقوم القتلة بتجريده من ملابسه الرسمية، وألبسوه البيجامة، ووضعوه في سريره كأنه نائم، وتم كل ذلك خلال 20 دقيقة، ثم غادر الفريق الغرفة.
بعد ساعة يغادر فريق القتلة مدينة دبي على متن طائرة، ويختفي، ولم يدخل موظفو التنظيف في الفندق الغرفة 17 ساعة، حتى ظهر اليوم التالي، حيث تم اكتشاف جثته في سريره، وبعد استدعاء الشرطة لمكان الحادث، ظهر الموت كأنه طبيعيا، وأظهر التقرير الطبي أن سبب الوفاة ارتفاع ضغط الدم في المخ، لكن تحقيقات الشرطة تشمل معدات متطورة تمكن من استعادة الصور ومقاطع الفيديو من الكاميرات في الفندق ومنطقته، التعرف على الوجوه، عبر الهواتف المحمولة النشطة في المنطقة، ومراجعة المعلومات مع شرطة الحدود، ويزعم البعض أن معدات التحقيق لدى شرطة دبي إسرائيلية.
بعد أسبوعين نشرت شرطة دبي صورا لـ 11 مشتبهاً بتنفيذ الاغتيال، تم توثيق دخولهم إلى دبي عدة مرات، ودخولهم الفندق، وغرفة العمليات، وغرفة المبحوح، وجوازات سفرهم أوروبية من ألمانيا وبريطانيا وأيرلندا وفرنسا، وبعضهم يحمل أسماء إسرائيلية أيضًا، ولديهم جواز سفر إسرائيليًا، ويرجح أن أفراد الخلية وصلوا من الاحتلال لدولة أخرى عندما غادروا بجواز السفر الإسرائيلي، واستخدموا جواز السفر الأوروبي للهبوط ودخول دبي، وبعد بضعة أيام، أعلنت شرطة دبي اكتشاف 33 مشتبهًا متورطًا في جريمة الاغتيال.
وذكرت المجلة: "إسرائيل لم تعترف علنًا أبدًا بأنها من تقف وراء الاغتيال، خشية أن يتسبب استخدام جوازات السفر الأوروبية بأزمة دبلوماسية مع المملكة المتحدة وأيرلندا وأستراليا، لكن البعض في إسرائيل تساءل عن سبب جهل فرقة الاغتيال بمنظومة كاميرات الأمن في الفندق، رغم أن أعضاء الفرقة استخدموا وسائل لطمس هوياتهم، مثل الشعر المستعار والشوارب الاصطناعية والمزيد".
في الوقت ذاته، وفي السياق التشغيلي، أثبت اغتيال المبحوح في السنوات اللاحقة أنه في عالم جوازات السفر البيومترية، وإمكانيات معالجة الصور، ودمج المعلومات الذكية، وقواعد البيانات المشتركة لمنظمات القانون، يصعب جدًا تنفيذ عمليات سرية، رغم أنه يبقى ممكنا.
المصدر: عربي 21