غزة - خاص قدس الإخبارية: شكل إعلان وزارة الداخلية في قطاع غزة اعتقال أحد المتورطين في اغتيال الشهيد المهندس فادي البطش في ماليزيا عام 2018 وارتباطه بجهاز الموساد الإسرائيلي مفاجئة في الشارع الفلسطيني نظرًا لخصوصية العملية.
وأعلنت الداخلية في تصريح صحافي أصدره الناطق باسمها إياد البزم اعتراف أحد الموقوفين لديها بالمشاركة في اغتيال البطش بتكليف من جهاز الموساد الإسرائيلي حيث يجري استكمال التحقيقات في القضية، دون الإفصاح عن مزيد من المعلومات.
ويرى مراقبون للشأن الأمني أن إعلان الداخلية الأخيرة يعكس حالة التقدم والتطور الحاصلة في أداء الأجهزة الأمنية في غزة وقدرتها على تحقيق إنجازات في ملفات أمنية ذات أبعاد خارجية، مثل ملف الشهيد البطش الذي اغتاله الاحتلال.
في السياق، يقول المختص في الشأن الأمني إسلام شهوان إن التعقيدات الأمنية في حالة غزة متشعبة وتشهد تداخلاً في عمل عدة أجهزة مثل الشاباك والموساد وبعض الأجهزة المحسوبة على دول خارجية مرتبطة بالاحتلال أمنياً.
ويوضح شهوان لـ "شبكة قدس" أن ما جرى يشكل نجاحًا للمنظومة الأمنية الفلسطينية عبر قدرتها على فك اللغز المحيط بهذه القضية ومتابعتها كونها مرتبطة بحدث فلسطيني وقع خارج فلسطين، دون المساس بخصوصية الدول وأمنها.
ويرى أن النجاح في الوصول إلى أحد المشاركين في العملية قد يؤدي لمعرفة تفاصيل أخرى عن عمليات جرت خارج فلسطين مثل الشهيد محمود المبحوح في دبي أو المهندس التونسي محمد الزواري، خصوصاً وأن الأجهزة الأمنية تحاول الوصول لبعض الخيوط.
وبحسب المختص في الشأن الأمني فإن قدرة الأجهزة الأمنية على اعتقال أحد المتعاونين مع الموساد ستؤدي إلى إرباك حسابات المنظومة الأمنية الإسرائيلية مع الإشارة لحالة التطور الحاصلة في أداء المنظومة الأمنية في غزة سواء الرسمية أو التابعة للمقاومة.
أما عن التفاصيل المتعلقة بالعملية، فيلق شهوان قائلاً: "الحادث وقع خارج إطار حدود فلسطين ومن خلال التحقيقات ثبت أن المتورط فلسطيني يعمل خارج فلسطين أثيرت حوله شبهات أفضت لوضعه تحت المراقبة وتتبعه مع بعض الحلفاء الذين تبادلوا المعلومات مع الأمن في غزة ما أفضى لاستدراجه واعتقاله في غزة".
ولم تعلن المقاومة أو الأجهزة الأمنية في السابق عن اعتقال متورطين يعملون مع جهاز الموساد الإسرائيلي الذي ينشط في الساحة الخارجية، نظرًا لأن غالبية المتخابرين مع الاحتلال يتم تجنيدهم بواسطة جهاز الشاباك الذي ينشط داخل فلسطين.
من جانبه، يقول المختص في الشأن الأمني إبراهيم حبيب إن المثير فيما كشفت عنه الأجهزة الأمنية هو أن الشهيد فلسطيني والقاتل فلسطيني مدعوم من جهاز الموساد، وهي السابقة الأولى التي يتم كشف أول علاقة للموساد بتجنيد الفلسطينيين.
ويستدرك حبيب في حديثه لـ "شبكة قدس" أن عملية ارتباط بعض الفلسطينيين بالموساد ليس سابقة إذ قام الاحتلال بذلك في بعض الساحات، وما يجعل الأمر سابقة هو عملية الإعلان الرسمية من قبل الأجهزة الأمنية في غزة.
وبحسب المختص في الشأن الأمني فإن الأجهزة قامت بتتبع ووضع نقاط الاشتباه على بعض الأشخاص المتواجدين في ماليزيا وعندما عادوا وضعتهم تحت المراقبة واستطاعت كشف هذه الجريمة بواسطة اتصال هاتفي من العميل.
ويستكمل حبيب قائلاً: "خلال الاتصال بين الموقوف مع ضابط الموساد تبين أنه ارتكب الفعل مع الشهيد البطش وقام بقتله مع شخص آخر موجود في ماليزيا وهو أمر يعكس التقدم في العمل الأمني عبر كشف الجريمة الكترونياً من خلال تتبع الاتصالات التي كان يجريها في أكثر من مكان".