فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: استيقظ الفلسطينيون فجر 6 أيلول 2021، على خبر انتزاع ستة أسرى حريتهم من سجن جلبوع الأكثر تحصينا لدى الاحتلال الإسرائيلي، والذي يطلق عليه "الخزنة الحديدية"، ومثلت العملية التي أطلق عليها "نفق الحرية" ضربة للمنظومة الأمنية الإسرائيلية ولصورة "إسرائيل"، وفي الوقت الذي انتفضت فيه كل فلسطين لنصرتهم.
وحشدت "إسرائيل" فرقا أمنية وإمكانات هائلة لمطاردة الأسرى الستة قبل أن تعيد اعتقالهم خلال أسبوعين، وهم: أيهم كممجي، محمود العارضة، محمد العارضة، زكريا زبيدي، مناضل نفيعات ويعقوب قادري، ومعظمهم يقضون أحكاما عالية بالسجن، وتمكنوا من حفر النفق على مدار أشهر بأدوات بدائية.
ومطلع أكتوبر 2021، قدمت نيابة الاحتلال، لائحة اتهام من 20 بندا بحق الأسرى الستة بالإضافة إلى خمسة أسرى آخرين قدموا لهم المساعدة خلال العملية، وبحسب لائحة الاتهام، فإن محمود العارضة بدأ بحفر النفق نهاية العام 2020، سعيا للهرب من السجن وانضم لاحقا قادري وانفيعات للعملية، وفي مارس 2021 انضم الأسير محمد العارضة لخطة الهرب، وانضم الزبيدي في ما بعد للخطة ولاحقا أيهم كممجي، والتهم التي وجهت للأسرى هي الهرب من السجن، والتستر والمساعدة على الهروب، بالإضافة إلى مواد سرية.
الوحدات والأدوات التي شاركت في مطاردة أسرى نفق الحرية
زجت دولة الاحتلال الإسرائيلي بقوات كبيرة ووحدات أمنية مختلفة، في عمليات المطاردة للأسرى الستة الذين انتزعوا حريتهم من سجن "جلبوع"، في شهر أيلول الحالي، عبر نفق حفروه لشهور.
شاركت في عمليات المطاردة آلاف من عناصر شرطة الاحتلال، وفقاً لمصادر إعلامية عبرية، استخدموا أكثر من 730 مركبة، بمشاركة وحدات (الدراجات النارية، والخيالة، والسايبر).
وعلى صعيد الجيش النظامي، فقد زج الاحتلال في الميدان بآلاف الجنود من مختلف الوحدات، تساندهم طائرات سلاح الجو، ووحدة قصاصي الأثر المعروفة باسم "مرعول"، ووحدة الاستطلاع في قوات الاحتياط، والوحدة 636.
بالإضافة لمشاركة الجيش والشرطة، كان للمخابرات (الشاباك) دور في الإسناد بالمعلومات الاستخباراتية عبر وحدات "السايبر، والتحقيق، والعناصر الميدانية"، في مطاردة الأسرى الستة.
ومن جانبها، دفعت إدارة سجون الاحتلال بمختلف وحداتها الخاصة في مطاردة الأسرى بينها "المتسادا، واليماز، والدرور".
كما شاركت في العمليات الأمنية والعسكرية، بعد عملية نفق الحرية، وحدة خاصة مختلفة بينها (اليمام، واليسام، وشلداغ، وسيريت متكال، والمستعربين).
ودفع الاحتلال بأنواع مختلفة من العتاد العسكري في عمليات المطاردة، بينها الطائرات المسيرة، و"الهليكوبتر"، وآليات عسكرية مخصصة للجبال، بالإضافة لوسائل تكنولوجية لمراقبة وسائل التواصل الاجتماعي، ووسائل لم تستخدم من قبل لم يكشف عنها الاحتلال، وفقاً للإعلام العبري.
كما وتكبدت "إسرائيل" تكاليف تقدر بـ 100 مليون شاقل حتى اعتقال أول أربعة أسرى منهم، ويوميا 10 مليون شاقل خلال مطاردة الأسيرين الآخرين، بحسب ما صرح مسؤولون إسرائيليون للقناة 12 العبرية.
وعد المقاومة
في 11 سبتمبر، أكد الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أن أبطال نفق الحرية سيخرجون مرفوعي الرأس.
وقال في كلمة له، إن قرار قيادة القسام بأن أي صفقة تبادل قادمة لن تتم إلا بتحرير هؤلاء الأبطال.
وأضاف أبو عبيدة: إذا كان أسرى جلبوع الستة حرروا أنفسهم عبر نفق من تحت الأرض فإننا نعدهم ونعد أسرانا بالتحرر قريباً من فوق الأرض بصفقة، ولن تتم الصفقة دون تحرير هؤلاء الستة".
وأكد، أن إعادة اعتقال منفذي عملية نفق الحرية البطولية لا تحجب حقيقة عملهم المشرف ولا تزيد شعبنا إلا فخرا بشجاعة أسراه المقاومين، كما أن الاعتقال لن يخفي حجم الخزي والعار الذي لحق بمؤسسة الاحتلال الأمنية والعسكرية ولن يعيد ترميم صورة الفشل المزرية التي لحقت له.
وأكد الأسرى أنهم على ثقة بأنهم سيتحررون ضمن صفقة تبادل قريبة تبرمها المقاومة في قطاع غزة.
العملية كشفت فشلا إسرائيليا كبيرا
كشفت عملية نفق الحرية، مدى الفشل الكبير لدى مصلحة السجون الإسرائيلية، لما يؤكد مدى عجز الاستخبارات في مصلحة السجون.
تنفسوا هواء البلاد وذاقوا طعم ثمارها
بعد اعتقال الأسرى الستة، وفي المرة الاولى التي سمح لهم بلقاء محاميهم، كشف الأسرى عن تفاصيل أيامهم في الحرية التي انتزعوها، مؤكدين أنهم سيعيدون التجربة مرة أخرى ليتذوقوا طعم الحرية مجددا، وأشار الأسرى إلى أنهم ساروا معا حتى الناعورة، ومن هناك تفرقوا كل اثنين على حدا، وحاولوا الدخول لمناطق الضفة ولكن كانت هناك تعزيزات كبيرة لجيش الاحتلال.
وقال الأسرى إنهم تذوقوا فاكهة الصبر من أحد بساتين مرج ابن عامر، لأول مرة منذ اعتقالهم، وتجولوا لأول مرة في فلسطين المحتلة عام 48.