شبكة قدس الإخبارية

عن الجدوى المستمرة وعن نفس الرجال الذي يُحيي الرجال

269881278_4593325694120356_4376473002777071665_n
أنس حواري

في الساعات التي تلت عملية "حومش" هاجم المستوطنون منازل الفلسطينيين في قرى قريوت وسبسطية وبرقة، ولولا عناية الله لوقع شهـداء بسبب شراسة الهجمات التي طالت عشرات المنازل، وتزامنًا مع الهجمات على القرى كانوا ينتشرون في المفترقات وعلى طرقنا الرئيسية وعند مداخل بلداتنا، حينها كان النفس الفلسطيني أقرب لمن يستجدي العون وللأسف انتشرت دعوات تجنب الطرق بدل تعزيز التواجد فيها بمشهدٍ تراجيدي يصعب تقبله.

النتيجة كانت خلو شوارع هامة من مركبات الفلسطينيين رغم أن بعضها لم يشهد حتى أي تواجد للمستوطنين، وجزء من المشهد كان اقتحام حوالي 15 ألف مستوطن -كما تشير التقديرات- لمستوطنة "حومش" المُخلاة ومهاجمة الآمنين الفلسطينيين وهم داخل بيوتهم.

كان الهاشتاج آنذاك #انقذوا_برقة وهو رغم الاقتناع التام بفضل ووطنية من يُغرد عليه إلا أنه برأيي ليس النفس الذي نريده، ما نريده وما يجب أن يكون هو هاشتاج #برقة_تقاوم لأن "نفس الرجال يُحيي الرجال".

بعدها انقلب المشهد تمامًا، نفس الرجال أحيا الرجال في المنطقة ومناطق بعيدة جغرافيًا، تلاحمت القرى والبلدات وتعاهد الشبان أن لا يدخل المستوطنون لبرقة، حتى مسيرتهم أمس ألغاها جيشهم لعجزه عن حمايتها فيما نجح عشرات فقط بالتسلل لمنطقة "حومش" ولم يجرؤ أحد على الاقتراب من القرية فيما كانوا قبل أيام قد هاجموا حوالي 25 منزلًا.

على مقربة من برقة، كانت لوحة وطنية تُرسم، خرج شبان سبسطية الذين أصلًا كانوا في برقة يصدون الاعتداءات وتجمهروا مع شبان القرى المجاورة لمنع المستوطنين من التفكير بمجرد الاقتراب من المكان.

كانت المُحصلة أن عدد البيوت البيوت التي دُمرت من المستوطنين أمس: صفر، وعادوا للعدم الذي جاءوا منه.

تاريخيًا، للمنطقة سجل يُكتب بحروف النور، ذات يوم كانوا على وشك بناء مستوطنة في منطقة "المسعودية" حينها هب أهالي سبسطية وبرقة وباقي القرى نساءً ورجالًا وشيبًا وأطفالا لمنع المستوطنة بالقوة، ونجحوا، وحتى قبل أشهر قليلة شهدت سبسطية معركة على العلم استمرت فترة طويلة وبالنهاية ها هو العلم الفلسطيني يرفرف على سارية ضخمة وسط المنطقة الأثرية في سبسطية رغم أنوفهم. 

 

#برقة_تقاوم #سبسطية_تقاوم