رام الله المحتلة - خاص قٌدس الإخبارية: أجرت شبكة قدس الإخبارية حوارا مع عضو اللجنة المركزية لحركة فتح توفيق الطيراوي في مختلف القضايا التي تهم الشارع الفلسطيني، والتي كان آخرها الحملة التي قام بها الفلسطينيون ضد فيلم "أميرة" المسيء للأسرى، وقد عبر الطيراوي عن رفضه للفيلم لأن قضية الأسرى مقدسة ويجب أن تبقى محل احترام وتقدير، كما أشار.
وحول تصاعد العنف في الجامعات، وفي المجتمع الفلسطيني بشكل عام، قال الطيراوي إنه يدين العنف في كل المؤسسات التعليمية الفلسطينية التي يجب أن تبقى منبرا للعلم، مشددا على ضرورة فهم ظروف الشارع الفلسطيني والضغط السياسي والأمني والاجتماعي، وهو ما ينتج قضايا تحصل خارجة عن سمة الفلسطيني، وخارجة عن الروح الفلسطينية الموجودة.
وأضاف الطيراوي أن الجامعات يجب أن تبقى بعيدة بعيدة عن أي إمكانية لأن يحصل فيها أي عنف بين الطلاب، ويجب أن يكون هناك حوار بين الطلبة وألا ينزلقوا إلى أي مستوى من المستويات. مشيرا إلى أن الحلول تكمن أولا بتثقيف الطلبة الجامعيين وإبعادهم عن العنف، ومناقشة الأسباب التي تؤدي إلى ممارسة هذه الأعمال، وبث روح التسامح والمحبة بين الطلبة عن طريق مساقات في الجامعات.
وأكد الطيراوي أن على الأجهزة الأمنية الابتعاد عن الجامعات، وعن تجنيد الطلبة، لأن عناصر الأجهزة الأمنية في الجامعات، قد تحاول استخدام مواقعها أو سلطتها للإساءة إلى الزملاء، وبالتالي على الأجهزة الأمنية أن تضخ روح المحبة والهيبة في الجامعات وليس روح التجنيد.
وحول الواقع السياسي الراهن، قال إنه لا توجد هناك مفاوضات، متسائلا: على ماذا ستقوم المفاوضات في ضوء وجود حكومات إسرائيلية لا تعترف بالشعب الفلسطيني وحقوقه، وبالتالي على ماذا سنفاوض ومن سنفاوض؟".
وبيّن الطيراوي أن "قواعد المفاوضات مفقودة والتوازن بين القوتين؛ بين حق الشعب الفلسطيني وبين قوة الاحتلال الموجودة على الأرض الفلسطيني، مفقودة، والمفاوضات مرفوضة في ظل استمرار الممارسات الإسرائيلية، ولن نقبل أن تكون هناك مفاوضات في ظل استمرار الممارسات الاحتلالية ضد شعبنا وأرضنا".
وعن طرح السلطة وفتح لحل الدولة الواحدة مؤخرا، قال إن "فتح منذ الـ 70 طرحت فكرة الدولة الواحدة، ولكن وجدت أن لا مجال لتطبيق هذا الحل، وبالتالي غير صحيح أننا ضد حل الدولة الواحدة، ولكن الإسرائيليين لن يعطونا دولة واحدة ولا على حدود 67 ولا شيء، واستبدال الحل السياسي باقتصادي مرفوض ولا نقبل به، وإذا اعتقدوا أنهم يمنوا علينا بوضع اقتصادي مريح لنا حتى ننسى قضيتنا فإن هذا وهم".
وأضاف الطيراوي أنه يجب أن ترتيب الوضع الفلسطيني واستنهاضه على كل المستويات، ومطلوب من كل التنظيمات أن تستنهض نفسها، والذهاب نحو وحدة وطنية فلسطينية، والتي بدونها لن يحصل أي تقدم على المستوى السياسي الفلسطينية، وقال: في حالة استمرار الانقسام والوضع الفلسطيني الحالي، ستحل كارثة بالشعب الفلسطيني، والكل فينا يجب أن يعود إلى عقله نأمل وإلى وطنه وضميره، بتحقيق الوحدة الوطنية وتفعيل المقاومة الشعبية من أجل شعبنا وإنهاء هذا الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة.
واعتبر الطيراوي أن تفعيل المقاومة الشعبية على نطاق واسع ممكن كما في قرى مثل بيتا وكفر قدوم، وأن الشيء الصارخ والذي يمثل فعلا مقاومة شعبية حقيقية في فلسطين هي بيتا، إذ أن كل أهالي بيتا منخرطون في المقاومة الشعبية، ولو انخرطت كل مدننا وبلداتنا وقرانا في ذات النموذج، فإن الاحتلال سيفكر ألف مرة قبل أن يبني مستوطنة.
وعن عرقلة التعديل الوزاري الذي جرى الحديث حوله عدة مرات، قال إن السبب هو رئيس الوزراء محمد اشتية، الذي لم يعين لا وزير داخلية أو وزير أوقاف وأنا لا أعلم السبب، ولا يعقل أن لا يكون لدينا وزير أوقاف وداخلية، وهذا الخلل يتحمله رئيس الوزراء، علاوة عن وجود بعض الوزراء الذين لا يستحقون ان يكونوا وزراء في هذه الحكومة وعليهم ان يرحلوا قبل أن يتم ترحيلهم.
وتابع الطيراوي قائلا: "إن الحكومة الحالية أتت في ظروف صعبة ولكن هناك أخطاء كبيرة في ممارسات الحكومة، خاصة أننا لا نقول الحقيقة في كثير من القضايا ونقول تصريحات غير صحيحة وتعطينا انطباع أن أوضاعنا الاقتصادية سليمة ولدينا الكثير من الامكانيات وهذا غير صحيح، هناك حجب لكل المساعدات وحصار إسرائيلي، يجب أن نصارح شعبنا بالحقيقة، لأن الحصار لا ينحصر بالحكومة وإنما له تبعات على الشعب، والأفضل أن لا نبالغ في تصريحاتنا".
وعن المصالحة، قال الطيراوي "لا توجد مصالحة بسبب الإخوة في حماس، هم خطفوا غزة وشعبها ولا زالوا متمسكين بهذا الأمر، وعلى الجميع أن يعلم أن هناك وطن واحد ويجب أن تكون فيه حكومة واحدة وبرلمان واحد وسلاح واحد وأجهزة أمنية واحدة، لا أن تتعدد الوزارات والحكومات والقضاء، وإذا تعددت يصبح لدينا أكثر من وطن للأسف".
واستكمل الطيراوي في حديثه عن الحالة السياسية الفلسطينية الداخلية، "المهم كيف يكون هناك وطن واحد، وبرلمان واحد وكل شيء شرعي وموحد، ونحن نحافظ على سلاح المقاومة أكثر مما يحافظ الآخرين على ذلك، ولا أحد يطلب من المقاومة تسليم سلاحها أو وضعه في المخازن، ونحن مع المقاومة بكل أشكالها ولكن لكل تنظيم ظرفه، ويجب أن يتكامل النضال بين المقاومة الشعبية والمسلحة، وإذا أرادت حماس أن تقوم بمقاومة مسلحة، أعطوني جوابا واحدا لماذا فتح تنظيم محظور في غزة، وتمنع أفرادها من حمل السلاح والمشاركة في المعارك التي جرت في غزة؟".
وأشار إلى أن القدس كانت محور تأجيل الانتخابات، ومتى ما تمكنا من إجراء الانتخابات فيها فإنه سيتم الذهاب إلى انتخابات، وستعقد خلال أسابيع، وليس صحيحا أن هناك إلغاء للانتخابات، وما جرى كان عملية تأجيل، على حد قوله.
وحول وجود خلافات بين حركة فتح وفصائل المنظمة، قال: كل الفصائل والأحزاب موجودة في إطار المنظمة باستثناء حماس والجهاد، وهناك تباينات تحصل بين فترة وأخرى، وفي ما يخص المواضيع المالية مع فصائل المنظمة تم حلها والآن الوضع يسير بالاتجاه الصحيح، ونحن بحاجة إلى إعادة تفعيل كل دوائر منظمة التحرير وكل دوائر التنظيمات الفلسطينية، ونحن بحاجة إلى إعادة استنهاض العمل الفلسطيني لدى كل التنظيمات من أجل استنهاض الشارع ومقاومة الاحتلال بمقاومة شعبية فاعلة وجادة.
وعن حملات الأجهزة الأمنية في الضفة، قال "أنا ضد بعض الممارسات التي تقوم بها بعض الأجهزة من ملاحقات بعض المناضلين، ولكن أيضا لا يجوز للمناضلين أن يطلقوا النار في الشوارع، ولا يجوز أن يكون هناك سلاح غير السلاح الشرعي، وسلاح المقاومة ليس للاستعراض وإطلاق النار في الأعراس والمناسبات ".
وأضاف "أن ضد الحملات الأمنية سواء على المخيمات أو القرى والمدن، وعلى الأخوة في الأجهزة أن يتعاطوا مع ما يجري بطريقة عقلانية ومسؤولة، وأن يتم الحوار مع الإخوة في هذه التنظيمات، حتى لا يقع ضحايا ويحدث ما لا يحمد عقباه، وهناك مسؤولية كبيرة على حملة السلاح ومسؤوليهم، بأن يكون السلاح للدفاع عن المخيم ضد من يحاول الاعتداء على المخيم وليس ضد الأجهزة الأمنية، والاختلاف بين الأجهزة والتنظيمات يؤدي إلى كارثة".
وعن المطالبات بإغلاق جامعة الاستقلال، أكد الطيراوي أن "المستفيد من الدعوة لإغلاق الجامعة هم أعداء العلم وأعداء المؤسسات، والجامعة تخرج سنويا 150 طالبا كضباط، والعام الماضي تخرج 240، وكانت النسبة الأكبر من الطلبة الذين تخرجوا من الجامعة هم الأيتام وذوي الأسرى وأبناء الشهداء والحالات الاجتماعية وأبناء الضباط المتقاعدين والعاملين، ومن سيستفيد من اغلاق الجامعة هم الذين لم يتمكنوا من بناء شيء سوى الفلل وهم من الفاسدين في هذا الوطن ونحن نعلم من هم وما هي أهدافهم، وهذه مؤسسة تبنى في الدولة مرة واحدة، وبنيناها بالعرق والتعب والجهد، مصروفها في الشهر مليون و200 شيقل شهريا فقط".