الاحتلال الصهيوني أتم بناء الجدار بين قطاع غزة وفلسطين المحتلة من عام ٤٨ لمنع تسلل رجال المقاومة عبر الأنفاق الهجومية التي اكتشف سابقا بعضا منها.
هذا البناء للجدار الممتد تحت الأرض من ٧٠ _ ٨٠ مترا ليس عنصر قوة لدى الاحتلال بل هو ناتج عن حالة من الرعب الذي انتاب الجيش قبل أن ينتاب المستوطنين من سكان المستوطنات القريبة من قطاع غزة.
هذه المسماة بالدولة بنت جدارا على إمتداد ما يزيد عن ٦٥ كيلو على طول المنطقة الفاصلة بين قطاع غزة وفلسطين المحتلة، وخاصة أن تفكير الاحتلال بهذا الأمر هو ليس وليد السنوات الأخيرة بل كان التفكير في بناء الجدار منذ أن نفذت المقاومة عملية الوهم المتبدد عام ٢٠٠٦ والتي تم أسر جلعاد شاليط من دبابة على مشارف قطاع غزة داخل فلسطين المحتلة، وزاد التفكير بالجدار في أعقاب عملية أبو مطيبق التي تمكنت فيها المقاومة من الوصول إلى موقع صهيوني داخل فلسطين المحتلة من عام ٤٨.
كيان يعد نفسه من الدول الكبيرة والمسلحة بكل أنواع الأسلحة غير قادر على حماية نفسه إلا عبر جدار مع قطاع غزة.
وهذا الجدار بات الصهاينة أنفسهم بشككون في جدواه ، ويرون أن المقاومة قادرة وتعمل على تجاوز هذا الجدار رغم عمقه وتزويده بالمجسات الإلكترونية وأدوات الاستشعار ،إلا أن الخوف لدى الاحتلال من أن المقاومة ستخترق الجدار وستصل إلى الأراضي المحتلة من عام ٤٨ وتعمل على قتل الجنود والمستوطنين من نقطة صفر ، أو خطفهم.
هم خططوا لبناء الجدار وإنتهوا منه، واحتفلوا به، ويعتبرونه إنجازا، بينما تعتبره المقاومة هو تعبير واضح عن خوف ورعب، وأنهم غير قادرين على حماية أنفسهم من المقاومة وأنفاقها ورجالها.
يبدو أن المقاومة لم تعر اهتماما بالغا بالجدار ولديها تفاصيل كاملة عنه وعن نقاط الضعف فيه ولديها خطط لتحقيق إختراق فيه إن لم تكن اخترقته أصلا.
صراع العقول بين المقاومة والاحتلال لم يتوقف ، واستطاعت المقاومة أن تجعل من الكيان كل الكيان مجالا لعملياتها سواء عبر الصواريخ، أو الطائرات المسيرة، أو ما تقوم به من تطوير سلاحها البحري ،ليس صعبا عليها هذا الجدار وستتعامل معه بما يمكنها من تحقيق ما تريد.
الجار لن يخيف المقاومة ولن يحد من تفكيرها حتى تقف عاجزة أمامة ، وهو دليل على عجز الاحتلال عن حماية كيانه ،وأنه يعيش حالة رعب من المقاومة ومن قدراتها العقلية الفذه التي فاجأة الجميع ونجحت.