شبكة قدس الإخبارية

ماجد العاروري: ما يجري في الجامعات يدق ناقوس الخطر لكل النظام التعليمي في مناطق السلطة 

ماجد-العاروري_avatar_1519141582

فلسطين المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: شهدت الجامعات الفلسطينية مؤخرا، مظاهر عنف وصلت حدّ مقتل شاب طعنا أمام الجامعة العربية الأمريكية في جنين، بالإضافة إلى اتخاذ عدد من الجامعات قرارات بتعليق الدوام فيها على خلفية الأزمات بين الحركات الطلابية.

وقال الإعلامي المختص في الشأن القانوني ماجد العاروري، إن المجتمعات كمنظومة تحكمها مجموعة من القيم، وكل هذه عوامل تؤثر على السلوك، وهذا هو مكمن الاختلاف بين المرحلة الحالية والمرحلة السابقة في الجامعات الفلسطينية.

وأضاف في لقاء مع برنامج المسار الذي يبث عبر شبكة قُدس الإخبارية، أن "هذه المنظومة ضربت من عمقها على مدار سنوات، خاصة في ظل ظروف بعد الطلبة عن الحياة الجامعية جراء حالة الطوارئ القائمة، حيث تمثل لهم الجامعة مكانا أكاديميا فقط، بعدما كانت سابقا ملتقى للتبادل الثقافي.

ويرى العاروري، أن منظومة التعليم في فلسطين تعرضت لضربة واسعة جدا ناتجة عن السياسات الرسمية التي اتبعت خلال السنوات الماضية، وأحدثت حالة من الانهيار في كل المنظومة القيمية الموجودة وهو ما انعكس على القدرة والأداء.

وأشار، إلى أن "الوضع الحالي لا يختلف عن جو تنهار فيه كل القيم ولا يوجد هنالك من يستطيع أن يضبط هذه القيم، فنحن نتحدث عن العلاقات والحوار والقبول بالرأي الآخر والقيم المرتبطة بدرجة كبيرة بفكرة المواطنة المبنية على فكرة الحقوق والواجبات، وما دامت المنظومة التي نعيش فيها على المستوى السياسي قد فقدت مفهومها، وأصبح الناس يشعرون أنهم مجرد أفراد يعيشون داخل حيز مغلق".

وأردف: في ظل هذه الحالة، أصبحت الناس تحاول حل صراعاتها بالطريقة البدائية المباشرة في ظل فقدان مفهوم المواطنة، وهذه مسألة غاية في الخطورة.

وأكد الباحث في الشأن القانوني العاروري، أن هناك مسؤولية تقع على عاتق الجامعات، بسبب عدم التعامل بجدية في السابق مع الخلافات التي كانت تحدث داخلها، بسبب خشية إدارات الجامعات من اتخاذ إجراءات عقابية ضد الطلبة، بسبب عدم وجود بيئة مجتمعية داعمة تشجع على حرية الرأي والاختلاف والحوار والتعبير والنقد، "ولكن إذا وصلت الأمور حد العنف فهذا أمر خطير ونقيض مطلق لحرية التعليم".

وأشار، إلى وجود متغيرات لا يستطيع أي أحد أن يناقشها بشدة، حيث إن هناك أحداث تم التعامل معها بمنتهى البساطة، وبعضها كان يتعلق بإغلاق الحرم الجامعي بالسلاسل الحديدية، وكان الأجدر أن تثور المجتمعات قبل إدارة الجامعات وخلق حالة من التربية على الحوار وحرية الرأي والتعبير، وفي حال وصلت إلى العنف يجب اتخاذ إجراءات صارمة.

واعتبر، أن "ما يجري في الجامعات يدق ناقوس الخطر لكل النظام التعليمي في مناطق السلطة الفلسطينية، ويجب الوقوف بجدية حول ما يجري". 

وبحسب العاروري، فإنه يجب إجراء تقصي حقائق بالأساس لما يجري داخل المدارس، بسبب وجود سيطرة أمنية حقيقية للنظام السياسي القائم على النظام التعليمي، وهو ما أفرز الطلبة الموجودين اليوم بهذه التنشئة، فالنظام التعليمي في المدارس انعكس على التعليم في الجامعات.

وشدد على ضرورة الاهتمام بإنفاذ القانون وليس السيطرة الأمنية على اتجاهات تفكير وثقافات الناس.




 

#السلطة #تعليم #الأجهزة_الأمنية