شبكة قدس الإخبارية

حسن أيوب: الجامعات انعكاس مكثف للأزمات الاجتماعية 

18ebbb1f70_0

فلسطين المحتلة - خاص قدس الإخبارية: شهدت الجامعات الفلسطينية مؤخرا، أحداث عنف وخلافات بين الطلبة والكتل الطلابية وصلت ذروتها بمقتل طالب في الجامعة العربية الامريكية طعنا على يد زميله، ما أثار التساؤلات عن طبيعة الأزمة التي يعيشها نظام التعليم العالي في فلسطين.

ويرى حسن أيوب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح، أنه تاريخيا كانت الجامعات تشهد مشاجرات وخلافات، وأحيانا على نطاق واسع، ولكن الفرق أن الشجارات تاريخيا التي كانت تحدث بين الكتل والطلبة، كانت طبيعتها مختلفة عن ما جرى في الجامعات مؤخرا من أعمال عنف ذات طابع جهوي ومناطقي لها عمق شخصي يتداخل فيها منطق الاستقواء مع البعد المتعلق بالفصائل ومرجعية الحركة الطلابية.

وقال أيوب في لقاء مع برنامج المسار الذي يبث عبر شبكة قُدس الإخبارية، إن ما يحدث في الجامعات اليوم يعكس ما يعتمر المجتمع الفلسطيني من أزمات متراكبة ومركبة ومعقدة، والجامعات انعكاس مكثف للأزمات الاجتماعية نظرا للالتقاء آلاف الطلبة من مختلف المناطق والتوجهات والآراء في مكان واحد يوميا.

وأضاف: هذا يجعل الأزمات التي تجتاح المجتمع أكثر كثافة عندما تحضر في الجامعات، فنحن نعيش أزمة سياسية تنعكس على مستويات كبيرة من الإحباط وانعدام الأمل واليقين بمسألة التحرر الوطني، ونعيش أزمة في ظل غياب سلطة القانون، وهيمنة كبيرة جدا للنزاعات الفردية المرتبطة بالاستهلاك واقتصاد السوق وحالات التمايز والفرز الاجتماعي للوظائف والمنافع والأفضلية بطريقة لا تعكس الدرجة الدنيا من العدالة الاجتماعية والمنطق.

وأردف: نعيش حالة من الاستخفاف الذي تمارسه الجهات الرسمية بشأن الرأي العام، ولذلك من غير المستغرب في ظل أنه لم تعد لدينا مرجعية أن نصل لهذه المرحلة، وهناك عجز واضح في مسائل إنفاذ القانون، ولم يعد لدينا الصمغ اللاصق الذي يمسك المجتمع والإحساس الجماعي بالهدف والمصير، وفي ظل غياب وجود مرجع، نحن نعيش هذه الحالة العامة التي تثير قلق المجتمع الفلسطيني على نطاق واسع. 

وأكد، أن "النظام التعليمي لدينا كله يعيش حالة من انعدام الوزن، لا تقف فيها المؤسسات التعليمية على مسافة واحدة من القوى السياسية ومن مراكز القوى الموجودة في السلطنة، فهناك جهات معينة مسموح لها الدخول للمدارس وعمل حملات توعية ودعاية وأخرى غير مسموح لها". قائلا: إدارات الجامعات ينبغي لها الوقوف على مسافة واحدة من جميع الكتل الطلابية، وأن تتمسك بالقوة بهذا الهامش، بوجود تقاليد للحياة الأكاديمية والمعرفية إلى جانب وجود مزيج  من القيم الثقافية القائمة على التنوع والتعدد وشرعية وجود الاختلاف وتبادل الآراء وبالذات مسألة الحرية في العمل الطلابي بشقيه السياسي والنقابي. 

وأشار، إلى أن ما يحدث في المجتمع هو انعكاس للواقع في ما يتعلق بالشق السياسي الداخلي والإحباط المترتب عليه، "فبعد هبة أيار تشكلت فرصة بارقة لواقع القضية الفلسطينية وفرصة كبرى للملمة الوضع الداخلي والعودة إلى القيم والهدف الجماعي التي من شأنها تحييد كل هذه القيم المشوهة التي دخلت إلى المجتمع الفلسطيني والتي تتجسد في وجود طرف واحد مهيمن تماما على كل مقدرات السلطة.

وبحسب أيوب، فإن مسألة الفرز الموجودة في المجتمع، في وجود من يستطيع أن يتمتع بكل أشكال الحياة من رفاهية وغيرها وهذا مرتبط بموضوع الخصخصة وتوزيع الدخل في المجتمع، وهذا الفرز خطير ويعمق حالة الاستقطاب الموجودة في المجتمع الفلسطيني، فنحن نعيش أزمة كبرى على مستوى "ما الذي يمكن أن يشكل النموذج للشباب الفلسطيني"، فشباب الجامعات تاريخيا كانوا يحركون القاطرة التي تجر وراءها كل الحركة الوطنية الفلسطينية، ولا يجوز أن يكون هناك قبول لممارسة العنف بأشكاله المختلفة،. مشيرا إلى أن الجامعات أصبحت تستخدم كتجمعات كبرى لابتزاز وفتح الأبواب لتدخلات من خارجها.

#تعليم #جامعات