شبكة قدس الإخبارية

34 عاماً على انتفاضة الحجارة: "شعلة وما رح يطفوها"

263128913_1124330061435022_7035223585275033448_n

فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: "الانتفاضة الأولى" و"انتفاضة الحجارة" و"الانتفاضة الكبرى"، أسماء عديدة يعرف بها الفلسطينيون انتفاضتهم التي قلبت المعادلة في الصراع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، ونقلت المواجهة إلى داخل فلسطين المحتلة بهذا الزخم الكبير، لأول مرة منذ النكبة.

في 8 كانون الأول/ ديسمبر 1987، اندلعت الانتفاضة الفلسطينية بعد أن أقدم مستوطن على دهس 4 عمال فلسطينيين، من بلدة جباليا شمال غزة، لتعم المواجهات لاحقاً الضفة والقطاع، وتفجر مواجهة كبيرة استمرت حتى قدوم السلطة الفلسطينية عقب توقيع اتفاقية "أوسلو" في عام 1993.

شهدت الانتفاضة مشاركة شعبية واسعة من مختلف طبقات المجتمع الفلسطيني، وتظهر في الصور القليلة المنشورة من أحداث الانتفاضة والشهادات الشفوية، التفاعل الشعبي الواسع فيها، حيث النساء إلى جانب الرجال والأطفال، في مواجهة جيش الاحتلال الذي استخدم مختلف سياسات البطش بالمنتفضين، لكن دون جدوى، واستمرت الانتفاضة بزخم قوي لعدة شهور، وحققت تأييداً واسعاً في العالم.

"المتراس"، و"الحجر"، و"الملثم"، و"العلم"، و"الإضراب"، و"المولوتوف" أسماء صارت مرادفاً للانتفاضة وتناقلتها الأجيال الفلسطينية في انتفاضاتها وهباتها الشعبية، التي لم تتوقف، رغم تغير الظروف السياسية والاجتماعية والميدانية، خاصة مع إقامة السلطة.

في مقابل سياسة الإجرام الإسرائيلية في قمع الانتفاضة، التي وصلت لتكسير عظام المنتفضين، حققت الانتفاضة إنجازات عديدة خاصة في الشهور الأولى منها، وتمكنت من منع جيش الاحتلال من دخول مناطق مختلفة في الضفة، كما تؤكد عدة روايات شفوية لمناضلين شاركوا في أحداث الانتفاضة، وفرضت مقاطعة اقتصادية لبضائع الاحتلال وعن العمل في المستوطنات ومصانع الاحتلال.

للتجربة النضالية في الانتفاضة الأولى، أبعاد مختلفة بينها الاقتصادي والتضامني حيث قدم المجتمع الفلسطيني حينها نماذج مختلفة في التنمية الذاتية والعودة إلى الأرض، ومساعدة العائلات الفقيرة وأسر الشهداء والأسرى، وكان للخارج دور في دعم الانتفاضة، وأحد النماذج المهمة في هذا السياق كان الشهيد خليل الوزير "أبو جهاد"، الذي أدار الاتصالات مع نشطاء الانتفاضة وقدم لهم الدعم بمختلف أشكاله، الأمر الذي عجل بعملية اغتياله في تونس.

شكلت الانتفاضة فرصة لصعود فئات فلسطينية جديدة في المواجهة، كان أبرزها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، حيث قدمتا تجربة جديدة في الصراع، بقيت تتصاعد حتى اليوم، وأصبحتا مع السنوات في مقدمة أعداء "إسرائيل".

جاءت الانتفاضة الأولى كحبل نجاة للقضية الفلسطينية التي عاشت حالة ركود وإحباط واسعة، عقب انسحاب قوات منظمة التحرير من لبنان والصراعات الفلسطينية الداخلية، وأعادت التأكيد على مركزية القضية في الوعي العربي والإسلامي والدولي، وفجرت الصراع لأول مرة في الداخل المحتل، وكانت ثمرة لهبات مختلفة شهدتها فلسطين قبل الانفجار الكبير، وعزز منها العمل النقابي والطلابي الذي انتشر في الضفة وغزة، انطلاقاً من سنوات السبعينات والثمانينات، ورغم اعتبار فئات سياسية واجتماعية أن القيادة الفلسطينية فشلت في تحقيق نتائج من الانتفاضة، إلا أنها بقيت تجربة حية تلهم الأجيال اللاحقة التي شاركت في انتفاضة الأقصى وما تبعها من هبات شعبية.

تقول بعض المصادر التاريخية إن 1550 فلسطينياً استشهدوا في الانتفاضة الأولى واعتقلت قوات الاحتلال عشرات الآلاف ورحلت 481 فلسطينيا من الأراضي المحتلة.

#الانتفاضة الأولى