شبكة قدس الإخبارية

الاحتلال يحول الجولان لمزار سياحي لمشاهدة المعارك الدائرة في سوريا

وضاح عيد

حولت "إسرائيل" منطقة هضبة الجولان المحتل إلى مزار سياحي أمام جمهورها لمشاهدة العمليات القتالية الدائرة على الطرف غير المحتل من الهضبة بين القوات الموالية لنظام بشار الأسد, وقوات المعارضة.

وذكرت القناة الثانية العبرية أن هذه السياحة لاقت إقبالا كبيرا وسط الجمهور، حيث تسعى حكومة الاحتلال إلى استغلال هذا "الهوس" ورفد خزينتها بمئات الآلاف من الشواقل، خصوصا بعد إعلان الجولان كـ"أكبر منطقة سياحية في الداخل".

وأوضحت القناة أن شركات سياحة إسرائيلية تروج لهذا المشروع بالتعاون مع سلطات الاحتلال وإدارات المستوطنات، من خلال تجميع السياح في مناطق مرتفعة ومطلة على مناطق ما بعد خط وقف إطلاق النار، في الجهة الشرقية من الجولان.

134566689

وتضيف "من خلال تلك المناطق المرتفعة يستطيع محبو المغامرة معاينة القتال بالعين المجردة، مع وجود مرشدي سياحة، هم بالأساس من الضباط السابقين في الجيش الإسرائيلي، لشرح جغرافية سوريا وتاريخها السياسي والعسكري وطبيعة المعارك الدائرة فيها اليوم.

وحسب ناطق باسم وزارة السياحة الإسرائيلية، فإن هذه هي أهم سياحة داخلية في "إسرائيل" في هذا الموسم، ويتجاوب معها الجمهور الإسرائيلي بشكل كبير.

ولفتت القناة إلى قيام المستوطنين بوضع لافتات لتعريف السياح بالجولان كأكبر منطقة سياحية، وبثلاث لغات (العبرية والإنجليزية والعربية) على بوابات الجولان الرئيسة المطلة على "فلسطين التاريخية"، من جسر بنات النبي يعقوب في الجنوب وبوابة الغجر وبانياس في الشمال وبوابة مفرق مستوطنة "غونين" (المقامة على أراضي قرية غرابة الفلسطينية) في الوسط.

988492_279640468847611_567594254_n

وأشارت إلى نية المستوطنين بوضع لافتات تعريف في 80 موقعا سياحيا وترفيهيا وتاريخيا، و30 موقع استجمام وترفيه، وتنخرط المستوطنات (33 مستوطنة) في هضبة الجولان السورية المحتلة، في المشروع بهدف تحويل الجولان إلى "حديقة وطنية رسمية للسياحة والترفيه".

وتقدر تكاليف هذه المشاريع بنحو نصف مليار دولار، ولا تحسب فيها الميزانيات التي يصرفها الجيش وتخضع للبنود السرية في الموازنة.

ومن الجهة الأخرى، كشفت القناة عن نية وزارتي السياحة والمواصلات، استغلال الأوضاع الداخلية السورية، لتنفيذ برنامج تحسين وتطوير لمشاريع الاستيطان والاستثمار في الجولان، وتجديد وتوسيع شبكة الطرق المؤدية إلى المستوطنات وتوفير الأمان للسياح الذين يزورون الجولان المحتل في المستوطنات وخارجها.

وكانت هذه الطرقات المؤدية من وإلى هضبة الجولان المحتلة، قد دمرت بسبب عمليات التدريب للدبابات والآليات العسكرية الثقيلة في المنطقة، علما أن 40% من أراضي الجولان خاضعة لسيطرة الجيش وتضم عشرات المواقع والقواعد العسكرية، وبفعل عوامل الجوية التي تؤثر على طبيعة المكان.