رام الله - خاص قدس الإخبارية: فتحت تصريحات رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينيت وشريكه في الائتلاف الحكومي يائير لابيد بشأن رفض فتح القنصلية الأمريكية في القدس المحتلة الخاصة بالفلسطينيين، باب التساؤل عن إمكانية تصادم الإدارة الأمريكية مع حكومة الاحتلال.
وقال بينيت إنه "لا مكان لقنصلية أمريكية تخدم الفلسطينيين في القدس، نحن نعبر عن موقفنا بوضوح وبدون دراما، القدس هي عاصمة دولة إسرائيل"، وهو ما أثار ردود فعل فلسطينية غاضبة خصوصاً من مسؤولي السلطة الفلسطينية.
ويعتبر مراقبون، أن الإدارة الأمريكية سترضخ في نهاية المطاف للموقف الإسرائيلي الرافض لافتتاح القنصلية في القدس المحتلة، وستلجأ في نهاية المطاف للبحث عن حلول أخرى مقبولة إسرائيلياً مثل افتتاحها في رام الله أو أبوديس والعيزرية.
من جانبه، قال رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية في جامعة القدس أحمد رفيق عوض، إنه يميل إلى أن الإدارة الأمريكية سترضخ للتعنت الإسرائيلي، معتبراً أن الموقف الأمريكي مهد لهذا الموقف حينما قال إنهم بحاجة لإذن إسرائيلي لفتح قنصلية وهو ما يعكس أن اللوبيات تلعب دوراً كبيرا في تغيير موقف الإدارة الأمريكية.
وأضاف عوض لـ "شبكة قدس": واضح أن هذه الحكومة برئاسة بينيت تجاوزت الألغام التي كانت قد تفككها فهي تتمتع بالقوة للاستمرار والمعاندة، مردفاً: "حكومة بينيت لن ترضخ لكل العناوين الكبيرة التي حملتها الإدارة الأمريكية فهي لم تخضع لتجميد للاستيطان أو القبول بالتسوية أو تخفيف التوتر".
وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية ستخضع "لإسرائيل" وستطيل مسألة فتح القنصلية، منوهاً إلى أن حكومة بنيت فتحت لواشنطن بابا لخروجها من المأزق من خلال القول إنها لا تعارض فتح قنصلية في رام الله وهو ما يرفضه الفلسطينيون فتاريخ القنصلية في القدس يعود لقرابة 150 عاماً.
واعتبر عوض أن السلطة الفلسطينية ليس لديها الكثير وما عليها فقط سواء البقاء على مواقفها والبحث عن بناء تحالفات أخرى وعدم منح واشنطن الدور المركزي، متابعاً: "الإدارة الأمريكية لم تضغط على إسرائيل بما يكفي وكل مرة حكومات الاحتلال تحرج الإدارة الأمريكية".
وبحسب عوض، فإن سيناريو فتح قنصلية أمريكية وارد في أبو ديس والعيزرية والسلطة الفلسطينية لا يجب عليها القبول بهذا، مستدركا: "لكن الإدارة الأمريكية قد ترفض فتحها في هذه المناطق ليس لأسباب سياسية ولكن لأسباب أمنية".
من جانبه، قال المختص في الشأن الإسرائيلي جمعة التايه، إنه ومنذ نهاية معركة سيف القدس والحكومة الحالية برئاسة بينيت تحاول أن ترسخ وقائع على الأرض لأنها شعرت بالهزيمة وأرادت أن تسير في مخطط مدروس للسيطرة على القدس من جميع الجوانب.
وأضاف التايه لـ "شبكة قدس": "مسألة القنصلية سياسية فهي لا تريد للفلسطينيين سواء كانوا بصفة رسمية أو فردية أن يتواجد تمثيل لهم في القدس"، منوهاً إلى أن فتح القنصلية بالنسبة لهم يعكس وجوداً ورمزية بالنسبة للفلسطينيين وهو ما لا تريده "إسرائيل".
واستكمل قائلاً: "هم يحاولون فرض واقع جديد ينزع التمثيل الفلسطيني في القدس حتى بعد تمرير الموازنة، إضافة إلى أن بنيت أعلن بشكل واضح أنه لا يريد أن يصنع سلاما مع الفلسطينيين ولا يريد إقامة دولة فلسطينية"، متوقعًا أن أمريكا ستخضع لكنها ستمارس كل الضغوطات على بنيت.
وأشار إلى أن هناك محاولات من بنيت وحكومته للقيام بإجراءات سياسية وعسكرية وأمنية يحققوا من خلالها أهدافا سياسية يتم ترويجها للجمهور الإسرائيلي وخصمهم بنيامين نتنياهو الذي يتزعم المعارضة.