فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: تحشد دولة الاحتلال الإسرائيلي إمكانياتها السياسية والاقتصادية والتكنولوجية، للمشاركة في المعارض والفعاليات العالمية، لأهداف ترويجية ودعائية ولكسر "العزلة" النفسية والسياسية المفروضة عليها، في نطاق واسع من العالم خاصة في الوطن العربي والإسلامي، منذ قيامها في عام 1948، وطرد مئات الآلاف من الفلسطينيين من أراضيهم، والجرائم التي ارتكبتها بحق شعوب المنطقة.
شكل معرض "إكسبو" 2020، المقام هذا العام في دبي، فرصة أمام دولة الاحتلال لاستعراض "قوتها" أمام الوفود التي تحضر إلى المعرض، من 190 دولة حول العالم، وتقديم صورة عن ما تسميه "المنجزات الإسرائيلية"، في مجالات مختلفة، واستغلال "حاجة" الدول لعدد من التطبيقات التكنولوجية والزراعية والصناعية، لفتح علاقات تطبيعية معها، في سياق الرؤية الإسرائيلية التي تقول إن "حاجة العالم لابتكارات إسرائيلية ستغطي على صورتها البشعة في العالم بعد جرائمها المستمرة بحق الفلسطينيين".
تقول مصادر إسرائيلية، إن دولة الاحتلال تخطط للمشاركة في معرض "إكسبو" بنسخته المقامة في دبي، منذ سنوات، منذ النسخة الأخيرة التي أقيمت في إيطاليا، في عام 2015، وقد خصصت وزارة الخارجية الإسرائيلية مبلغ 70 مليون دولار للمشاركة في المعرض، واختارت "إسرائيل" أن يكون شكل قسمها في المعرض رسالة سياسية للوفود القادمة، حيث صممته على شكل "خيمة" مفتوحة في إشارة إلى ما تزعم أنه تشابه بين "أرض إسرائيل" والإمارات، التي تقيم معها علاقات واسعة، وتريد أن تقول من الجدران المفتوحة أن "إسرائيل" تفتح أبوابها للعالم، على عكس الفكرة السائدة في العالم أنها "دولة محاطة بالجدران الأمنية".
تعرض دولة الاحتلال في "إكسبو دبي" صوراً من "منتجات زراعية وتكنولوجية"، وتقنيات "تحلية المياه"، ومواجهة مشاكل التصحر والتقلبات المناخية وكيفية مواجهتها، في سياق ما يسمى "القوة الناعمة" من خلال التسويق لنفسها أمام العالم، عن طريق الوسائل التكنولوجية والتقنية.
لا تتوقف مشاركة دولة الاحتلال في المعرض، على استعراض منتجاتها التقنية والتكنولوجية في مختلف المجالات، بل أوكلت الإمارات مهمة حماية المعرض لشركة "آيروبوتيك"، المتخصصة في الدمج المنتظم للمسيّرات في الأنشطة الأمنية، أحد المجالات التي تستثمر فيها دولة الاحتلال بالعلاقة مع الدول.
في المقابل، رغم دعوات المقاطعة للمعرض من مؤسسات فلسطينية ودولية، نظراً لمشاركة دولة الاحتلال الإسرائيلي فيه، قررت السلطة الفلسطينية المشاركة في "إكسبو دبي".
وكشفت مصادر مطلعة لشبكة قدس، عند انطلاق المعرض، أن وزير الاقتصاد الفلسطيني خالد العسيلي "قاد حراكاً قوياً" للمشاركة في المعرض، رغم الانتقادات الفلسطينية والعربية.
بينما عملت دولة الاحتلال على استغلال المعرض لتزوير الجغرافيا الفلسطينية، وعرضها أمام العالم على أنها مواقع أثرية إسرائيلية، واستعراض قوتها تركزت المشاركة الفلسطينية على عرض منتجات تجميل وطعام ومصنوعات يدوية.
في مقابلة تلفزيونية، قال وزير الاقتصاد الفلسطيني خالد العسيلي إن "الجناح الفلسطيني في المعرض هو الوحيد الذي يحتوي على مطعم، وهناك من ينتظر لساعات من أجل تذوق الطعام الفلسطيني".