القدس المحتلة - متابعة قدس الإخبارية: شهدت الآونة الأخيرة تصاعدا في الانتهاكات الإسرائيلية بحق القدس والمقدسيين، والتي توزعت بين محاولة لفرض وقائع جديدة في المسجد الأقصى، وهدم منازل ومنشآت، واعتداءات متكررة في باب العامود الذي شهد في أبريل ومايو الماضيين مواجهات كبيرة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وبخصوص الانتهاكات الخاصة بالأقصى شهد الأسبوع الأخير اقتحام مئات المستوطنين للمسجد الأقصى برفقة عناصر من شرطة الاحتلال الإسرائيلي حيث أدى عدد منهم صلوات تلمودية "صامتة" في ضوء قرار الاحتلال الأخير.
وقبل أيام قررت محكمة الاحتلال الإسرائيلي منع إقامة الصلوات العلنية في المسجد الأقصى لليهود إلا أنها لم تتطرق لمنع الصلوات الصامتة وهو ما رأى فيه مختصون في ملف القدس والأقصى ترسيخاً قانونياً لواقع جديد في الأقصى.
وشهد الأقصى اقتحامات لوفدين بحريني وآخر إماراتي بحماية من عناصر جيش الاحتلال ومخابرات إذ شاركت الوفود في صلوات يهودية جرت في حائط البراق، تزامناً مع القرار الإسرائيلي الأخير بشأن الصلوات اليهودية في المسجد الأقصى.
وكانت جرافات الاحتلال قد قامت الأحد الماضي بنبش قبور ورفات المسلمين في مقبرة اليوسفية المحاذية لأسوار المدينة من الجهة الشرقية، حتى ظهرت عظام وجماجم عدد من الشهداء وتحطّمت بفعل عمل الجرّافات؛ بهدف إقامة مشروع “الحدائق التوراتية” حول البلدة القديمة.
وشهدت المنطقة توتراً بعدما بدأ المقدسيون بالتجمع عند المقبرة ومحاولة منع الاحتلال من استمرار عملية التجريف.
هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها انتهاك مقابر المسلمين، فمقبرة مأمن الله الواقعة غربي القدس تحوّلت بشكلٍ شبه كامل إلى مراكز للاحتلال ومقاهٍ للخمر ومتاحف وغيرها من المرافق “الإسرائيلية”.
في سياق آخر، تتالت الاعتداءات الإسرائيلية على سكان أحياء القدس إذ صادر الاحتلال عدداً من المنازل فيما صدرت أوامر هدم قسري لعدد آخر تحت ذرائع وحجج واهية وسط تصاعد الأوضاع الميدانية في الأقصى بشكل مشابه لما جرى قبل معركة سيف القدس.
في الأثناء، قال الناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس محمد حمادة إن الاحتلال يصعد من اعتداءاته في القدس ويحاول فرض إجراءات ضمن محاولاته لتغيير الأمر الواقع في القدس المحتلة، مشيراً إلى أن ذلك يتمثل فيما يقوم به الاحتلال من السماح بالصلاة الصامتة في القدس والاقتحامات اليومية للأقصى والاعتداءات شبه اليومية في حي الشيخ جراح وباب العمود.
وأضاف حمادة لـ "شبكة قدس" قائلاً: "هذه الانتهاكات في شكلها تتناقض مع ما حققته المقاومة في معركة سيف القدس إلا أن ما يجري يندرج في سياق الاعتداءات السافرة فالاحتلال يحاول العودة خطوات للوراء، إلا أن الشيء المهم أن المقاومة خاضت هذه الجولة دفاعاً عن المصلين في القدس وحي الشيخ جراح".
وعن إمكانية خوض المقاومة جولة جديدة، علق قائلاً: "كل الخيارات أمام المقاومة مفتوحة في ضوء تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية، والأمر لا يتوقف على قطاع غزة بل يشمل الضفة والقدس والداخل المحتل ضمن حالة المقاومة الدائمة مع الاحتلال".