نابلس - خاص قُدس الإخبارية: قالت مصادر في جامعة النجاح الوطنية، إن لوحات لطلبة في كلية الفنون الجميلة منعت من المشاركة في معرض أقيم في الجامعة، بحجة أن "الممول استبعدها لأنها تحمل تحريضاً على معاداة السامية"، حسب وصفه.
وقال الفنان والأكاديمي محمد سباعنة، إنه "حضر إلى معرض إصرار الذي أقيم في الجامعة، يوم أمس، وتوجه له عدد من الطلاب وقالوا لي إنه تم رفض عرض لوحاتهم بحجة أنها معاداة السامية، الطلاب كانوا قد وضعها لوحاتهم خلف المعرض، فتحدثت معهم وحاولت رفع معنوياتهم".
وأعلن سباعنة في حديث مع "شبكة قدس"، أنه جمد عضويته في المجلس الاستشاري لكلية الفنون حتى يتم تعويض هؤلاء الطلاب والاعتذار لهم، ومحاسبة من عمل على تصنيف الأعمال الفنية إلى "معاداة السامية".
وحول من اتخذ القرار، قال: "من اتخذ القرار هو إدارة الكلية، بعض اللوحات التي تحمل خريطة فلسطين كاملة يتم اعتبارها عمل محرض، نرفض وجود رقابة من الجامعات، كل فنان حر يقرر الساحة التي يعمل فيها، إذا فرضت داخل الجامعات كارثة على العمل الفني هذه كارثة، نطالب بحرية مطلقة في الصحافة والإعلام وللمواطن والفنان".
وتابع: "أصبح ممنوعاً أن نرسم خريطة فلسطين، لأن الممول البريطاني وغيره يعترف بحل الدولتين، وأن هذه الأرض للإسرائيليين".
وأضاف: "ما وصلني أن أحد مسؤولي كلية الفنون تواصل مع الممول وبعث له الأعمال الفنية، وتم إزالة كل الشرح عن الأعمال الموجودة في المعرض، بسبب الخوف من الاتهام بمعاداة السامية".
وأردف قائلاً: "لو كنت مكان عميدة الكلية لأسقطت الدعم الأجنبي عن المعرض وقمت بتنظيمه من الحساب الخاص للجامعة، جامعة النجاح ليست بحاجة لدعم حتى تنظم معرضاً لطلابها".
وقال: "نحن دائماً نطالب المؤسسات التي تحصل على تمويل أجنبي، أن لا تحصل على تمويل مشروط، النجاح جامعة وطنية، تتقاضى من وزارة التعليم العالي جزء من موازنتها، كيف يتم عرض عمل بسبب معايير مثل هذه؟".
وأشار إلى أنه وضع إشارة لعدد من عدد من مجلس أمناء الجامعة، في المنشور الذي نشره على صفحته في "الفيسبوك"، كي يصل ما حصل إلى إدارة الجامعة.
وتابع: "أتمنى من إدارة الجامعة ومجلس الأمناء أن يتخذ موقفاً مما حصل، لست غيوراً على الجامعة وطلابها من مجلس الأمناء، أتمنى على رئيس الجامعة أن يعلن عن موقف".
ربا عواد إحدى الطالبات اللواتي تم استبعاد لوحاتهن بطلب من الممول، قالت لشبكة قدس إنها "كانت مشاركة في معرض إصرار المدعوم من جهة بريطانية، وعملت على اللوحة لمدة شهر، بإشراف الأساتذة الذين وجهوا لهم نصائح خلال تجهيز الأعمال الفنية، وقد أعجبتهم اللوحات".
وأضافت: "قبل انطلاق المعرض بنصف ساعة، علمت أن لوحتي تم استبعادها، من قبل الممول، وقالوا لنا لأنها معادية للسامية".
وأوضحت أن لوجتها كانت تحمل هذا النص: "الصراع الفلسطيني الإسرائيلي موجود منذ القدم، كم مضى من العمر؟! كيف نحيا؟! أين الأمل؟ أين الحرية؟ بيت قديم يمثل الوجود الفلسطيني المقاوم، هجوم من الصراصير المتطفلة التي تحاول السيطرة دوماً، أيادي الصراصير أيدِ بشرية، هل من الممكن أن تتحول الوحشية إلى إنسانية في يوم من الأيام".
وأكدت أن "الصراصير" في اللوحة ترمز، إلى "الحركة الصهيونية"، وليست إلى "الدين اليهودي" كما يقول الممول.
"شبكة قدس" تواصلت مع العلاقات العامة في جامعة النجاح للحصول على تعليق حول ما أثير في هذه القضية لكن الرد لم يصل حتى كتابة التقرير.
من جانبه، قالت الطالبة ربا دويكات التي منعت لوحتها أيضاً من المشاركة في المعرض، لذات السبب، إنها أصيبت "بصدمة" بعد رفض عرض لوحتها في المعرض، بحجة أنها "تحتوي على رموز دينية".
وأضافت في حديث مع "شبكة قدس"، "لست ضد السامية أنا ضدد الاحتلال، استخدمت عملة الشيكل للدلالة على المال والحاجة له، بعد أن يتم هدم البيت ليتم إعماره مرة ثانية".
وقالت إنها بعد أن تم رفض لوحتها رسمت على الرموز، لكن اللوحة رفضت مرة ثانية، وتابعت: "أعدت رسم الرموز مرة أخرى بعد أن تم الرفض للمرة الثانية، لأن لوحتي أعجبتني، وقد أثنى عليها الأساتذة كثيراً".
وأوضحت أن النص الذي كان على لوحتها هو: "عندما تتحول زهرة زنبق كنعانية جميلة إلى أداة دمار، مفارقة يرتسمها هذا العمل بين تجميل القبيح وتقبيح الجميل، ليكشف حقيقة المال الذي أجبر العامل الفلسطيني على العمل في المناطق المحتلة، بعدما سلبه المحتل أرضه وبيته، لسد قوت يومه وليبني بيتاً جديداً يأوي به لنفسه ومن معه. يغيب الزمن ويأتي المحتل بأدواته الماكرة من جديد ليدمر كل ما نسجه ذلك العامل، من أحلام وكفاحات دفعها من أجل بقائه على ما تبقى له من وطن!فهل تستقيم المعادلة؟".
لوحة الطالبة ربا عواد
لوحة الطالبة ربا دويكات