في أعقاب حادثة تحرر ستة أسرى من سجن جلبوع الأسبوع الماضي نشر مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي تحليلاً للباحث في المركز الدكتور كوبي ميخائيل والذي حمل عنوان " ريح في اشرعة روح المقاومة الفلسطينية " حيث قال: "ما لم تنجح أحداث كثيرة في أحداثه خلال السنوات الأخيرة، نجحت به عملية تحرر الأسرى الفلسطينيين من سجن جلبوع، التي ستضاف الى تاريخ الوطني الفلسطيني باعتبارها قصة نجاح اخرى في الكفاح العنيد ضد المحتل."
اكتسب الحدث زخماً استراتيجياً واصبح مشعلاً يشعل النار في حقل الاشواك، يبث الحياة من جديد في اشرعة المقاومة الفلسطينية، سيما في أوساط حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني – التنظيم الأكثر تشدداً بين الحركات الفلسطينية على حد وصفه - وكذلك بين الأسرى في السجون الإسرائيلية .
لقد تجاوز هؤلاء حاجز الخوف من إدارة السجون، هذا إن وجد اصلاً، فهم يهددون بانتفاضة أسرى تجر خلفها الأسرى الأمنيين من فصائل أخرى، يحرقون الغرف ويخوضون مواجهات داخل أسوار السجن.
الإحساس الواضح هو أن حادث تحرر الأسرى هو بمثابة زيت في عظام المقاومة الفلسطينية المفكك – كما قال-، وقد يكون لديه القدرة على إثارة الشارع الفلسطيني، التغلب والقفز على الفجوات والصراعات وتوحيد الجماهير في عملية دعم ومساندة الأسرى المتحررين، وبشكل أكبر مساندة أولئك الأسرى الذين لا زالوا في السجون.
كان ولا زال الأسرى الفلسطينيين مركز الإجماع الوطني الفلسطيني وهم يحظون بقدر كبير من الاحترام والتقدير من الشارع الفلسطيني ومن قياداته، فليس من قبيل الصدفة أن يٌصر أبو مازن ومعه القيادة الفلسطينية كلها على الاستمرار في دفع المخصصات الشهرية للأسرى وعائلاتهم.
وأضاف ميخائيل الآن تنضج الظروف والشروط لتصعيد مبادر إليه في الواقع الأمني في قطاع غزة وخارجه، ستجد قيادة حماس في قطاع غزة صعوبة في السيطرة على مستوى اللهب وكبح جماح الجهاد الإسلامي عن القيام بـ استفزازات مقصودة، المواجهات على طول الحدود وخارجها رداً على تصرفات "إسرائيل" في ملاحقتها للأسرى.
– المترجم: الواقع أثبت عكس ذلك سيما جولة " سيف القدس"، حيث أن مستوى التنسيق بين الحركتين في أعلى المستويات، بالإضافة إلى وجود غرفة العمليات المشتركة"
قد تتخذ حركة الجهاد الاسلامي من أن أي اعتقال لأقرباء الأسرى المتحررين أو قيود تضعها "اسرائيل" على الحركة داخل الضفة الغربية أو على السكان الفلسطينيين مبرراً للرد وفقا لمعاييرها وهي التي تريد في كل الأحوال تصعيد الأوضاع على الأرض.
إذا تم اعتقال الأسرى المتحررين أو أصيبوا أثناء محاولة اعتقالهم، فمن المحتمل أن نشهد مواجهات منظمة وعفوية في قطاع غزة وفي الضفة الغربية التي ستجد فيها الأجهزة الأمنية الفلسطينية صعوبة في احتواءها أو التصدي لها.
ليس من المستبعد أن تشكل حادثة التحرر من سجن جلبوع الصاعق لانفجار عنيف وجولة قتال أخرى في قطاع غزة فتحدد موعده وربما تقربه أيضا.
وختم ميخائيل تحليله بقوله من الصحيح أن الأسرى الفلسطينيين المتحررين نجحوا في ترسيخ روح المقاومة الفلسطينية وبعثها كطائر الفينيق من جديد، لكن هذه الشعلة أيضا ستشعل النار في حقل أشواك واسع، قد تهدد السنة اللهب الصادرة عنه أيضا بتدمير الأمل الذي بعث في الروح الفلسطينية وإعادة الفلسطينيين جيلاً كاملاً الى الوراء -حسب زعمه-.