أفرجت الأجهزة الأمنية عن الناشط إسلام أبو عون الذي كان قد أعلن منذ أيام رفضه الإستجابة لاستدعاء الاجهزة الأمنية له، منضما لشعار "مش فارقة معي" الذي رفعته صفحة "شباب الضفة لإسقاط الاستدعاءات والاعتقالات السياسية" على الفيسبوك.
وفي حديث للناشط إسلام أبو عون مع شبكة قدس أخبرنا بأن التحقيق خلال الأربعة أيام التي تم اعتقاله فيها كان على خلفية أرائه السياسية التي عبر عنها عبر صفحته على الفيسبوك. وأضاف بأنه بعد أن تم اطلاق سراحه مباشرة توجه لاحتفال الطلبة في جامعة النجاح رافعا يافطات تدعو لوقف الاعتقال السياسي.
اسلام أبو عون كواحد من عشرات اخرين أعلنوا أنهم لن يستجيبوا للاستدعاءات الأمنية التي أصبح الهدف منها هو الحدّ من حرية التعبير والتضييق على الاراء السياسية بحسب الناشطين، سبقته مجموعة من طلاب جامعة النجاح مثل: مصعب حصري، سمير أبو شعيب، عبد الله بني عودة، مروان الأقرع، عاصم اشتية، محمد سليمان الذين رفضوا الاستدعاءات خلال الأسبوع المنصرم. وكتبوا ذلك على صفحتهم على الفيسبوك.
وجاءت حملة "مش فارقة معي" كامتداد لحملات سابقة أعلنت رفض فكرة الاستدعاء والاعتقال السياسي، حيث سبقتها حملة "مش رايح" والتي انتشرت بشكل كبير وواسع وكان من نتائجها تراجع نسبة الاستدعاءات وإجبار الاجهزة على الحدّ من هذه السياسة الأمنية لقمع النشطاء على خلفية الرأي والفكر السياسي بحسب ما يقول القائمون عليها.
راسلت شبكة قدس صفحة "شباب الضفة لإسقاط الاستدعاءات والاعتقالات السياسية"، وسألتهم عن الحملة والهدف من ظهورها مؤخراً فأجابوا: "لاحظنا عودة سياسة الاستدعاءت بشكل مكثف نهاية الشهر الماضي، خاصة ضدّ طلبة الجامعات لذلك قررنا إعادة الزخم لفكرة رفض الاستدعاء من خلال حملة مش فارقة معي".
وأضافت ادارة الصفحة: "نحن ضدّ الاستدعاءات والاعتقالات السياسية في أيّ مكان، ونطالب بتطبيق القانون الذي يتيح حرية الرأي والفكر ويرفض القمع والديكتاتورية والملاحقة الأمنية على خلفية سياسية وخلفية الكلمة الحرة والتعبير عن الرأي".
وحول ما إذا كانت الحملة مدعومة من حركة حماس أجابت ادارة الصفحة: "إن الحملة هي مبادرة شبابية فردية غير مقتصرة على حركة حماس فالأجهزة لا تفرق بين استدعاء ابن حماس أو الجهاد أو غيره من الفصائل، ولإن معظم الاستدعاءات تكون ضد أنصار ونشطاء حماس والكتلة الإسلامية فإن النسبة الأكبر من الرافضين في الضفة هم أبناء حماس. و نحن نطالب حركة حماس وكافة الفصائل بأن يدعموا الحملة من خلال إصدار قرارات لرفض الاستدعاء وعدم الاستجابة لها بشكل كامل من أجل إنهاء هذا الملف الأسود وإغلاقه".
ونشطت الصفحة وبعض النشطاء في الضفة بالتعبير عن موقفهم من الاستدعاءات تحت وسم #مش_فارقة_معي على صفحات الفيسبوك.
وفي حوار سابق اعتبر الناطق باسم حملة "مش رايح" عامر منصور أن ما تقوم به أجهزة السلطة في الضفة هو محاولة من أجل تدمير الشباب الفلسطيني عبر ارهاقه بسياسة الإستدعاءات.
مضيفا: "إن حملة مش رايح التي أطلقها النشطاء أتت أكلها عبر تعرية سياسة الإستدعاءات أمام الرأي العام الفلسطيني وخلق توجه عام مناهض لأثرها السلبي على النسيج الإجتماعي الفلسطيني، وعلى حياة شريحة واسعة من الفلسطينيين في الضفة الغربية الذين يعيشون في ظروف نفسية صعبة نتيجة هذه السياسة هم وعائلاتهم.
ويتحدث منصور عن الاستدعاءات -وهو أحد الذين عانوا من الإعتقالات السياسية والإستدعاءات- قائلاً: "الإستدعاء قطعة من العذاب، الهدف الأول تدمير نفسية من يتم استدعاؤه، حيث تمارس ضده وضد عائلته حرب نفسية من الدرجة الأولى عبر احتجازه طوال النهار في ظروف نفسية سيئة وتحت ظل التهديد في حين تكون عائلة الشاب في حالة قلق على مصيره وهل سيتم الإفراج عنه أو بقائه رهن الإعتقال".
ويضيف " أن الهدف من تلك السياسة الوصول لمرحلة "القرف" من الحياة لدى الشباب الذين يتم استدعاؤهم من أجل دفعهم نحو الهجرة من فلسطين خاصة الأسرى المحررين لأن الإحتلال يعتبرهم عبئا أمنيا عليه، أو دفعهم نحو الإرتباط مع تلك الأجهزة من أجل اختراق صفوف حركة حماس وجلب معلومات".
ويكشف منصور عن أن سياسة الإبتزاز لا تقتصر على نشطاء حماس ويؤكد على أن عشرات الفلسطينيين يراجعون في مقرات المخابرات والوقائي من أهالي الضفة ويتم ابتزازهم من أجل التعاون مع تلك الأجهزة الأمنية.
وبحسب ما ذكره منصور فإنه أثناء فترات استدعائه رأى مدرسي مدارس وجامعات وأشخاص عاديين يراجعون في مقرات تلك الأجهزة، وذكر أن أحدهم كان يرغب بالحصول على رخصة "تكسي عمومي" اشترط عليه جهاز المخابرات العمل معه من أجل منحه حسن سلوك لأخذ الرخصة.