شبكة قدس الإخبارية

عن هيثم سياج: المعتقل السياسي الذي لم يكسره القمع

رام الله - قُدس الإخبارية: تواصل الأجهزة الأمنية الفلسطينية اعتقال الأسير المحرر هثيم سياج، بعد الاعتداء عليه بالضرب الوحشي خلال مشاركته في وقفة أمام سجن الشرطة في منطقة البالوع بمدينة البيرة، يوم الإثنين الماضي، للمطالبة بالإفراج عن معتقلين سياسيين.

وتزامناً مع قرار محكمة الصلح في رام الله تمديد اعتقال هيثم لمدة 24 ساعة بتهمة "الاعتداء على رجل أمن"، استمرت الحملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمطالبة بالإفراج عنه.

وكانت والدته حملت السلطة المسؤولية الكاملة عن حياة هيثم، وطالبت بالتدخل للإفراج عنه لإكمال علاجه من الضرب الذي تعرض له أثناء اعتقاله.

وقالت في رسالة عبر صفحتها على "الفيسبوك": تعرض ابني هيثم الأسير منذ نعومة أظفاره لدى قوات الاحتلال، المحرر منذ فترة قريبة لاعتداء ظالم وغاشم من قبل عناصر السلطة الفلسطينية، مرتين على التوالي خلال أيام قليلة، حيث تم نقله بالأمس فاقد الوعي إلى مجمع فلسطين الطبي تحت حراسة مشددة من قبل اجهزة أمن السلطة.

وتابعت: تم اختطاف الهيثم من قبلهم دون إذن من الطبيب المشرف على علاجه، حيث أنه لم يصرح لهيثم بالخروج من المشفى لحاجته الملحة للعلاج على أثر الضرب الشديد الذي تعرض له، ورفض التوقيع على ورقة خروج من المستشفى على عاتقه كما طلبوا منه.

وأعلن هيثم إضرابه المفتوح عن الطعام رفضاً لاعتقاله والاعتداء عليه، وتعرض هيثم لاعتداء سابق خلال مشاركته في تظاهرة بعد اغتيال المناضل نزار بنات.

واعتقل هيثم لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية في عام 2016 رفقة الشهيد باسل الأعرج، وأفرج عنه مع رفاقه بعد إضرابهم عن الطعام، ثم اعتقل من قبل قوات الاحتلال وتم تحويله للاعتقال الإداري.

وقال صديقه شادي عميرة الذي اعتقل معه خلال قمع الوقفة أمام مركز الشرطة: "الحمدلله بعد إجراء الفحوصات الطبية تبين إصابتي بنزيف داخلي بالساق، تكتل للدم حوالين الدماغ من كمية الضربات على الرأس ورضوض في أنحاء الجسم، امبارح وأنا والجدع هيثم تحت الضرب من قِبل خمس أشخاص بالشارع ضرب ما شافتو عيني كمية البوكسات على الرأس والشلاليط والمسبات وسب الذات الإلهية،هيثم فوق كل هاد الضرب بحكيلهم ولكم لسا متوجعتش أضرب كمان أضرب كمان، هاد الموقف مش قادر اتجاوزه ولا بنساه، هيثم سياجنا العالي".

على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، كتب أصدقاء هيثم عن مواقفه وعناده في مواجهة الاحتلال والاعتقال السياسي، واستذكرت عائلته موقفه حين تعرض للضرب من قبل عنصر في الأمن خلال اعتقاله مع الشهيد باسل الأعرج، ورد على عنصر الأمن وتعرض حينها لاعتداء وحشي.

وردد رفاقه مقولته المشهورة: "أنت بدك تاكل عنب ولا بدك تقاتل الناطور ؟؟ هيثم: بدي أكل عنب وأخبط في بطن الناطور".

وقال سعيد الأعرج شقيق الشهيد باسل الأعرج: "يجب أن لا يترك هيثم سياج وحيدا كما تركنا من سبقوه".

وكتب الباحث عبد الجواد حمايل في قصيدة لهيثم: "وأرى صبيا لم يبلغ العشرين يُقارع بيديه

رتلا من الخفافيش.

يضربه الخفاش الأول، يبتسم ويقول: لن تكسر الا سني.

يضربه الخفاش الثاني، يبتسم ويقول: لن تكسر الا ضلعي.

وتستمر حفلة الضرب حتى الفجرِ،

وثلاثة أشهر من العزلة،

وما زال يقول: لن تكسروا الا هيكلي".

وكتب الأستاذ عبد الله مفلح: إنّه جملة اسميّة تامّة المعنى، والمعنى متّسع هنا، يستبطن أنّه سياجٌ لنفسه، ولغيره، ولفلسطين، وسياج فلسطين يدفع عنها احتلالها الإسرائيليّ، وأيّامه مع باسل الأعرج شاهدة، وهو سياج كذلك يدفع عنها أعوان الاحتلال ونذالتهم. أنت جملتُنا الاسميّة يا هيثم، ثابتة المعنى، أنت المبتدأ وسياجُك الخبر.

وعن مواقفه في السجن، قال صديقه ماهر أبو وردة: هيثم أحد أعند الأسرى وأصلبهم الذين قابلتهم، أول مرة داخل بوسطة لنقل الأسرى ونحن متوجهون من سجن عوفر إلى سجن النقب، أوقف يومها عناصر وحدة "النحشون" ( وحدة من أقذر الوحدات تعاملاً مع الأسرى وهي مسؤولة عن النقليات)، مكيف الهواء داخل مقصورة البوسطة التي تحتوي على ما يقارب 20 أسيراً، فبدأ هيثم فوراً بالضرب على جدران البوسطة ومحاولة قلبها أثناء سيرها من خلال هزها، من أجل إعادة المكيف الهوائي وأعادوه رغماً عنهم لأن هيثم كان في تلك البوسطة شرارة أدت لتكاتف جميع الأسرى فيها للعصيان من أجل مكيف هواء.

وأضاف: هل يتوقعون من هيثم الذي لم يفرط بحقه بمكيف هواء وكان مستعدا أنذاك لأن يخسر كل شيء حتى روحه من أجل مكيف هواء والعبرة في كرامة الأسير لا في المكيف، هل يتوقعون بأن يتنازل عن حقه في التعبير والتظاهر؟.

وكتب الناشط غسان عطاونة: هيثم سياج جسدنا العاري المُحفَّر بسياط الجلاد، وقلبنا المتفجر غضباً وعزةً، وكبرياء.

 

 

 

#السلطة #الاحتلال #الضفة #الأجهزة الأمنية #نزار بنات #باسل الأعرج #هيثم سياج