فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: “الحياة كانت متوترة وصعبة، هجوم من المستوطنين والشرطة على الفلسطينيين والوضع لم يأت بشكل مفاجئ.. كان هناك تحريض متعمد وكثيف” بهذه العبارات يصف علاء قدورة الحال في أراضي 48 خلال الهبة الجماهيرية التي تفجرت إثر انتهاكات السلطات “الإسرائيلية” في القدس والضفة وغزة وأراضي 48.
ويصف الطالب الجامعي من حي وادي النسناس في مدينة حيفا علاء قدورة “23 عامًا” الهبة بأنها كانت بلا قيادة، وباعتقاده هذا كان سبب نجاحها ونزول الناس للشارع في 48.
ويضيف قدورة قائلًا إنه في ظل دعوات المستوطنين لاقتحام منازل الفلسطينيين في 48 لجأ شباب حيفا لحماية الأحياء هناك.
ويتابع واصفًا واحدة من ليالي حي وادي النسناس وهي ليلة عيد الفطر، “تقدمت سيارتان محملتان بقرابة 10 أشخاص مسلحين وحاول الشبان صدهم ليكتشفوا أنهم أفراد من الشرطة الإسرائيلية”.
وفي ذات السياق يضيف بأن تعزيزات للشرطة تدخلت حينها واعتدت على الفلسطينيين وأطلقت القنابل الغازية على منازلهم بشكل مباشر، ويعتقد قدورة أن شرطة الاحتلال اقتحمت الحي في حينه لاختبار ردة فعل الفلسطينيين الذين يحرسونه من اقتحامات المستوطنين.
ويرى قدورة أن الجديد بالهبة الجماهيرية وما يميزها عن سابقاتها هو ازدياد عدد الشباب الذين شاركوا في حماية أحيائهم؛ “لأنهم أدركوا بأنهم إن لم يحموا أنفسهم، لن يحميهم أحد”.
فيما يلفت إلى أن أحد الشبان فقد عينه بالرصاص المطاطي خلال مشاركته في حماية الحي من اقتحام المستوطنين واعتدائهم.
ويؤكد قدورة الذي تم اعتقاله مؤخرًا على أن شرطة الاحتلال كانت تحاول استفزاز الفلسطينيين بشكل واضح أثناء اعتقالهم، كأن تجبر المعتقل على خلع ملابسه وتعريته، في محاولة لثني الشباب عن النزول إلى الشارع ورفع صوتهم.
ويعتقد الناشط الاجتماعي أن هبة الكرامة تسببت بتغيرات كثيرة وواضحة في واقع الفلسطينيين في 48، لافتًا إلى أن الشباب الصغار والذين لم يشهدوا انتفاضات سابقة كان لهم حضور بارز ومشاركة فاعلة في الهبة، وسط التفاف شعبي كبير.
ويقول الناشط قاسم حسن 27 عامًا من جديدة المكر والذي اعتقلته شرطة الاحتلال في أعقاب الهبة الجماهيرية إن غالبية التهم يتم تلفيقها للمعتقلين، وعن تجربته في الاعتقال يوضح بأنه في بداية الاعتقال تعرض للضرب، وأن شرطة الاحتلال حققت معه ساعات طويلة.
ويشير إلى أن بعض المعتقلين يمنعون من مقابلة محاميهم أو يتم تحويلهم لاحقًا للحبس المنزلي أو للإبعاد عن أهلهم ومنازلهم.
ويتابع قائلًا إن الاحتلال فشل في فرض ثقافة التعايش بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإن الشباب في 48 التفوا حول قضيتهم الفلسطينية.
ويلفت إلى أن التطوع والمشاركة في الهبة -التي لم تتوقف- أخذ أشكالا عديدة كتوزيع الطعام والمشروبات للمشاركين في المظاهرات، إلى جانب تطوع المحامين للدفاع عن المعتقلين وغيرها من المشاهد التي أثبتت أن الشعب الفلسطيني واحد رغم التقسيم الجغرافي ومحاولات الاحتلال عزل كل منطقة عن غيرها وجدانيًا وجغرافيًا.
المصدر: الجرمق الإخباري



