شبكة قدس الإخبارية

عدالة: تعذيب وتنكيل في مركز شرطة المسكوبية في الناصرة مطلع الهبة

CT0x1

 

فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: وثق مركز عدالة شهادات مروعة وصادمة حول ما حصل في "مسكوبية الناصرة" التي تقع في البلدة القديمة، خلال الهبة الجماهيرية في الداخل المحتل عام 1948.

اليوم الإثنين، أرسل مركز عدالة شكوى مقدمة بواسطة المحاميان ناريمان شحادة زعبي ووسام شرف إلى والمستشار القضائي لحكومة الاحتلال ووحدة التحقيق مع شرطة الاحتلال "ماحاش"، تفيد بخروقات خطيرة واعتداءات وحشية بحق المتظاهرين من خلال العنف المفرط والضرب المبرح الموجه نحو الرأس ونحو الوجه في مركز "المسكوبية" في الناصرة.

ووثق الطاقم القانوني في مركز عدالة، شهادات معتقلين ومحامين ومسعفين تُفيد باعتداءات عنيفة أثناء اعتقالات متوحشة ضد المارين والمتظاهرين في الناصرة من قبل أفراد من شرطة الاحتلال ومستعربين، واقتيادهم إلى غرفة تعذيب ضيقة بات المعتقلون فيها طوال ليلة كاملة وسط منع دخول المحامين إلى مركز شرطة "المسكوبية" ومنع تقديم العلاج للمصابين. 

بحسب رسالة المركز، فإن المحامين الذين أدلوا بإفاداتهم وصفوا إغلاق المركز بوجههم من قبل أفراد شرطة الاحتلال ومنعهم من الدخول لساعات طويلة  وواصلوا الانتظار خارج أبواب المسكوبية على مدار أيام من أجل الدخول ومنح الاستشارة للمعتقلين.

وقال المركز، إنه تم الاعتداء على إحدى المحاميات التي وصلت لتقديم الاستشارة، حيث قال لها أحد أفراد شرطة الاحتلال بعد اسقاطها أرضا: "اقتربي يا كلبة" وتم ضرب محام آخر كان برفقتها واقتياده إلى الاعتقال.

كما وتلقى مركز عدالة شهادات محامين آخرين ضُربوا واعتقلوا، أفاد المحامون أيضا بالإفراج عن عدة معتقلين دون إعادة ممتلكاتهم الشخصية، وعن التحقيق مع قاصرين دون حضور والديهم أو حتى إعلامهم بالاعتقال. 

وبحسب المركز؛ تلقى المعتقلون في مركز المسكوبية سلسلة من الاعتداءات والتنكيل والإهانة التي بلغت حد التعذيب بالإضافة إلى العنف والضرب المتوحش حيث وصل عدد من المعتقلين إلى مراكز التوقيف يعانون من إصابات تلقوها من المستعربين الذين واصلوا ضربهم واعتقالهم دون التعريف عن أنفسهم.

كما ووصل معتقلون إلى المحكمة مع غُرز في الرأس وتورم وخدوش في الوجه وعلامات زرقاء في الجسد، وآثار العنف الجسدي والنفسي الذي تلقاه المعتقلون والمحامون ظهر في جلسات محاكمتهم ووثق في "البروتوكول"، حيث طالبت القاضية تحويل إحدى الملفات إلى "ماحاش" وحدة التحقيق مع شرطة الاحتلال، بعد أن رأت علامات العنف الظاهرة على المعتقل.

وقال أحد المعتقلين فايز زبيدات، عن تجربة اعتقاله: "أفراد الشرطة قاموا بجري وضربي طوال الطريق المؤدي من ساحة العين إلى المسكوبية وأمروني بالنظر إلى الأسفل رغم انني لم أعارض اعتقالي، شاهدنا شرطيا في الطريق كما يبدو أنه ضابط ما فضحك بصوت عالي وقال لهم: اعتقلتم هذا فقط؟ لا يكفي أريد المزيد. قيدوا يداي بالأصفاد فور وصولنا مركز الشرطة وحولوني إلى شرطي آخر قام بإدخالي إلى غرفة صغيرة تواجد فيها معتقلون آخرون".

وأضاف زبيدات: أفراد الشرطة قاموا بفك الأصفاد عن يدي وربطي بذات الأصفاد مع معتقلين آخرين، معتقل من الجهة اليمنى والآخر من اليسرى وأمرونا بالجلوس على الركب وجوهنا نحو الجدران ورأسنا للأسفل وقاموا بإدخال المزيد من المعتقلين، بعضهم قاصرين وبدأوا بضربنا ضربا مبرحا بأقدامهم وعصيهم، شاهدت دماء أحد المعتقلين الذي أصيب برأسه على الأرض، صرخوا أفراد الشرطة طوال الوقت "ممنوع رفع رؤوسكم، من يرفع رأسه أو يتحدث سيتلقى المزيد من الضرب، شاهدتُ معتقلا آخر أنفه مكسور، قام أفراد الشرطة بتوجيه الضرب المبرح نحو ظهورنا ورؤوسنا وسط الكم الهائل من الشتائم والإهانات والتهديد أحدهم قام بضربنا بواسطة سلاحه، كانت لحظة سمعنا فيها صوت الآذان من المسجد القريب، ضحك أفراد الشرطة وقالوا: صلوا من أجل إخراجهم من هنا.

ويضيف المحاميان ناريمان ووسام في الشكوى: "غرفة التعذيب في جهة اليسار من مدخل مركز المسكوبية، أجبر أفراد شرطة الاحتلال المعتقلين بالجلوس أرضًا وسط ربط أيديهم وأرجلهم وجلوسهم أرضًا والرأس موجه نحو الأسفل وضربهم ضربات قاسية في جميع أنحاء جسدهم وركلهم بواسطة الأرجل والعُصي الشُرطية وخبط رؤوسهم في الجدران والباب مما أدى إلى إصابات بالغة للمعتقلين ومن جازف برفع رأسه للأعلى تلقى المزيد من الضرب الذي استمر حتى امتلأت أرضية الغرفة جميعها بالدماء كما تم إلزام بعض المعتقلين بالتوقيع على اعتقال منزلي مدته (5) أيام مقابل تلقيهم العلاج دون استشارة محام".

ووصف عُمير لوابنة غرفة التعذيب "رأيت مشاهد مرعبة، المعتقلون أجبروا على الجلوس أرضًا وسط ربط أرجلهم تحت أجسادهم ورأسهم موجه للأسفل ورأيت شُرطيا ملثم الوجه يتجول في الغرفة ويمسك بغرض ما لم أعرف إذا كانت عصاة أو شيئا آخر وكل من رفع رأسه تلقى ضربا بواسطة هذا الغرض، جزوا بي في إحدى زوايا الغرفة طأطأت رأسي للأسفل وتكتفت وبالرغم من ذلك الشرطي وجه لي ضربات قاسية نحو رأسي".

وطالب مركز عدالة بفتح تحقيق عاجل من قبل "ماحاش" ضد جميع أفراد شرطة الاحتلال الضالعين في هذه الاعتداءات والانتهاكات الصارخة بحقوق المعتقلين والإطاحة بضابط مركز المسكوبية المسمى "ايلي صاروك" عن عمله بالإضافة إلى تحقيق شامل ومعمق على المستوى المنهجي واستخلاص نتائج ضد جميع المسؤولين مع اختلاف تسلسلهم عن الخروقات الصارخة المذكورة في الشكوى.

#مظاهرات #تعذيب