فلسطين المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: أطلق مستوطنون دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، دعوات لمقاطعة الفلسطينيين في الداخل ومنتجاتهم ومحلاتهم التجارية، رداً على الهبة الشعبية الأخيرة في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948.
وأطلق المستوطنون مجموعات لتبادل صور المحلات التجارية الفلسطينية، وتحديد أماكنها، والتحريض عليها.
وشاركت ميلشيات المستوطنين بقوة في قمع الفعاليات والتظاهرات، في مدن وبلدات الداخل المحتل، بحماية من شرطة الاحتلال التي دفعت بهم إلى المواجهة بعد أن عجزت عن السيطرة على الفلسطينيين.
واعتبر الناشط في حركة "أبناء البلد"، موفق نفاع، أن الدعوات التي أطلقها المستوطنين تأتي بعد الهبة الشعبية، التي "أعادت التذكير بأبجديات الصراع في الداخل بين مستوطن وأهل البلد، وأسقطت كل أوهام التعايش مع المستوطنين".
وأشار إلى الدور الذي نفذته ميلشيات المستوطنين في قمع التظاهرات والاعتداء على الفلسطينيين في الداخل، وقال: في اللد، ويافا، وعكا نفذ المستوطنون اعتداءات بحماية من الشرطة، بشكل مباشر بإلقاء الحجارة وحرق المحلات والمنشآت، وإطلاق النار تجاه الفلسطينيين.
وحول كيف يجب الرد على هذه الدعوات، أوضح: هذا مشروع كبير يجب أن تتبناه لجنة المتابعة للجماهير العربية في الداخل، وأن تعمل على تعزيز الاقتصاد المحلي ودعمه، ومقاطعة المنتجات الإسرائيلية، ومن المهم التذكير أن الاقتصاد له دور هام في العمل السياسي، ويجب التفكير بجدية في إقامة لجان بالداخل تتعلق بالحماية الشعبية، ومتابعة المعتقلين والمصابين، وبناء عمل سياسي واقتصادي مستقل".
وأكد نفاع أن الهبة الشعبية قلبت "الموازين في الداخل"، وقال إن "الأحزاب لم تعد بحاجة لبذل الجهود لإيصال الخطاب السياسي والتذكير بأبجديات الصراع، الجماهير انتقلت من النقيض إلى النقيض، بعد موجة العنف ومحاولات الأسرلة، شهدنا حالة انتعاش في الخطاب والعمل على الأرض".
ويؤكد سياسيون ومحللون، أن المواجهات العنيفة والتظاهرات التي اندلعت في الداخل الفلسطيني المحتل، تزامناً مع العدوان على القدس والأقصى، تعتبر نقلة نوعية لم يواجهها الاحتلال منذ عقود، وأعادت القضية إلى "مجتمع تحت الاحتلال ويناضل من أجل التحرر".
وعقب الهبة الشعبية، شنت شرطة الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في مدن وقرى الداخل، طالت مئات النشطاء والطلاب ومن مختلف فئات المجتمع، وسط تحذيرات من حملة قمع أكبر في الأيام المقبلة، بعد المواجهات والتظاهرات التي أحدثت صدمة في الأوساط الأمنية والسياسية بدولة الاحتلال.