فلسطين المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: يصف المراقبون والمراسلون العسكريون الإسرائيليون خطة "مترو الأنفاق" التي أعلن جيش الاحتلال عن فشلها بالاستراتيجية، ولا يخفون تأثير هذا الفشل على المستويات العسكرية والأمنية التي استثمرت بمئات الملايين من الشواقل فيها على مدار ثلاث سنوات، وقد احتاجت إلى جهد عملياتي واستخباراتي وتكتيكات خلال هذه الفترة، كما يكشف مراسل معاريف العسكري.
حتى في وقت تنفيذ الخطة، استثمرت "إسرائيل" دعائيا في الترويج لها، فأعلنت عن مشاركة 160 طائرة فيها، وعن ضربة قاضية لحركة حماس، وبدأ العسكريون الإسرائيليون والمراقبون يناقشون الهجوم من منطق الضربة القاضية لا من منطق الضربة العسكرية التكتيكية، لكن فشلها دفع بعضهم للصمت لاحقا.
لكن الاحتلال وقد اعترف بفشلها، يحاول أن يصنع أسبابا موضوعية لذلك غير ذات صلة بقدرات المقاومة وفطنتها العسكرية، فيقول عبر إعلامه إن اللجوء إليها تم قبل إنضاجها بشكل نهائي، ولكن حتى هذه الرواية تفضحه، فهي تعني أنه يفتقد إلى خطط استراتيجية وكبيرة في قطاع غزة، وبالتالي لجأ إلى خطة غير مكتملة من أجل صنع صورة انتصار وتحقيق توازن للردع.
أخذ الفشل الإسرائيلي أشكالا متعددة، كان أوضحها القصف الواسع والكثيف والعشوائي بنسبة عالية على قطاع غزة، ولأن جيش الاحتلال فشل في توجيه ضربة قاضية للمقاومة كما كان يحلم، يحاول صناعة صورة للنصر من خلال هدم عشرات أو مئات البيوت وهو ما أدى لاستشهاد عدد كبير من المدنيين بينهم عدد كبير من الأطفال.
في مقابل هذه الرواية والفشل، تبدو سردية المقاومة أكثر تماسكا وقوة، فقد صرحت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة - حتى قبل اعتراف جيش الاحتلال - بأنها أفشلت مخططا إسرائيليا كبيرا لقتل مئات المقاومين، من خلال إيهام المقاومة ببدء عملية برية ضد القطاع، ما يضطرهم للوصول إلى شبكات الأنفاق في الخطوط الأولى.
ويبدو أن ما كشفته وسائل إعلام إسرائيلية عن أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو كان يحضر للاحتفال بنتائج الغارات لكنه تراجع بعد أن اكتشف أن النتائج متواضعة مرتبط أيضا بفشل هذه الخطة، وبذلك تكون المقاومة الفلسطينية قد أفسدت على نتنياهو وجيشه فرحة وصورة نصر كانوا يتجهزون لها ويتحدثون عنها في كل تهديد سابق لقطاع غزة.