شبكة قدس الإخبارية

عن أحداث الليلة بالداخل المحتل: انتفاضة من أجل القدس

184838285_130716199096359_696226082443049358_n
نداء بسومي

فلسطين المحتلة - خاص قدس الإخبارية: على مدار الأيام الماضية، شهد الداخل المحتل حراكًا شعبيًا دعمًا للقدس وأهالي حي الشيخ جراح المهددين بالإخلاء، وحتى ليلة الأمس، ومع توتر الأحداث في الأقصى ورد المقاومة في غزة، التهب الحراك في شوارع الداخل المحتل، وتحول من وقفات واحتجاجات إلى مواجهات مع شرطة الاحتلال حتى ساعات متأخرة من الليل، ما أسفر عن ارتقاء شهيد في مدينة اللد المحتلة، واعتقال الشرطة لعشرات الفلسطينيين من مختلف المناطق.

في حديثها لـ "شبكة قدس"، تقول الإعلامية ميسون الزعبي من مدينة الناصرة المحتلة إن شرطة الاحتلال مددت اعتقال فلسطينيين احتجزتهم خلال أحداث الليلة الماضية في المدن والقرى العربية المحتلة، وتضيف: "قبل يومين من الآن دعا أحد أعضاء الكنيست إلى استخدام الرصاص الحي في تفريق المتظاهرين"، وهو ما لجأت إليه شرطة الاحتلال في مواجهات الداخل المحتل ليلة الماضية.

وتؤكد الزعبي على أن فلسطينيي الداخل المحتل هم جزء لا يتجزأ من أي نضال في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، أونهم يتشاركون جميعًا في نفس الأجندة، مشيرةً إلى أن الاحتلال ومستوطنيه "يعلمون جيدًا أنه لا يمكن لهذه الدولة أن تصبح دولة واحدة لشعبين"، وهو ما ينعكس جليًا في حقدهم وتصرفاتهم العنصرية ضد الفلسطينيين في الداخل المحتل وفلسطين قاطبة.

وتتابع الإعلامية الزعبي: عندما يأتي المستوطنون إلى الناصرة في "عيد شفوعوت" يوم 16 أيار 2021، فإنهم سيرون مظاهرات في الناصرة، وحرق إطارات، وهبات وطنية، ومحاولات مستمرة لرفع العلم الفلسطيني رغمًا عنهم، وسيرون الناس تطالب بحقها وتتمسك بقضيتها.

وتشير الزعبي إلى محاولات الاحتلال المستمرة في التضييق على الفلسطينيين في الداخل، من محاولات "إصدار قانون القومية عام 2018 والذي لا يعترف بالفلسطينيين، وتوسيع الاستيطان، بالإضافة إلى الاستفزاز المستمر الذي يمارسه المستوطنون وشرطة الاحتلال يوميًا ضد الفلسطينيين"، وتعقب: كما اننا كصحفيين يحاول الاحتلال يوميًا إصدار قانون منع نشر ليمنعنا من إيصال قضيتنا وصوتنا.

ومنذ عام 1948، يحاول الاحتلال بكل إمكاناته السياسية والعسكرية وبدفع لمستوطنيه، أن يسلخ الفلسطيني في الداخل المحتل عن قضيته، وأن يغيّب الهمّ الفلسطيني الواحد من وجدانه، وبالرغم من ذلك، بقي فلسطيني الداخل المحتل حاضرًا في كل حدث سواء في الضفة الغربية وفي قطاع غزة وفي القدس، متجاوزًا البعد الجغرافي التي يحاول الاحتلال تعزيزه في فلسطين المحتلة.

وبحسب الكاتب والصحفي ساهر غزاوي من الداخل المحتل، فإن الأحداث الأخيرة لم تكشف لأي أحد عن الدور المركزي للفلسطينيين في الداخل المحتل في صراع الإرادات والعزيمة والتحديات والإصرار على الحق مع الاحتلال الإسرائيلي، إنما أبرزت مركزية ذاك الدور بشكل جلي وواضح جدًا.

ويؤكد غزاوي في حوارٍ مع "شبكة قدس" على أن واجب فلسطيني الداخل المحتل هو النفير إلى المسجد الأقصى والتواجد فيه باستمرار، كونهم من يستطيعون الوصول إليه، في ظل منع سلطات الاحتلال أهالي الضفة الغربية وقطاع غزة من دخول القدس المحتلة.

ويقول الكاتب والصحفي: "إن أهل الداخل الفلسطيني لا يعتبرون أنفسهم متضامنين مع قضية محور جولات صراع الإرادات مع الاحتلال (الأقصى)، وإنما هم جزء أصيل من المعركة، بل هم القضية والقضية هم، وقد قدموا في سبيلها التضحيات على مختلف أشكالها عبر مسيرة طويلة من نصرة القدس والأقصى."

وفي محاولة لقراءة في تداعيات هبة الداخل المحتل، يرى غزاوي "أن رياح هذه الأحداث ستجري بما لا تشتهي سفن الاحتلال الإسرائيلي وستزيد من الالتحام الشعوري حول وحدة القضية والمصير بين أبناء الشعب الفلسطيني كافة في مختلف أمكان تواجده وخاصة بين الفلسطينيين في الداخل والقدس."

ويضيف: إن هذه الأحداث ستعيد بوصلة المجتمع العربي في الداخل إلى مكانها الطبيعي وأهمها تعزيز الوعي أن قضايا الفلسطينيين في مناطق الـ 48، وهي جزء من القضية الفلسطينية ولا يمكن الفصل بينهما، ويتابع قوله :"وفي ذات الوقت هذه الأحداث ستضع حدًا لمشاريع الأسرلة والاندماج والتدجين التي باتت تُسوق في مجتمعنا العربي الفلسطيني تحت مسميات الواقعية والمرونة والحلول الوسط عبر مشاريع وسياسات انبطاحية لبعض الأحزاب العربية المشاركة في الكنيست الإسرائيلي وعبر صناديق الدعم الصهيونية الأمريكية والتي من ورائها ما يسمى "اليسار الصهيوني"."

وكانت قد شهدت الناصرة، وشفاعمرو، وأم الفحم، وعين ماهل، وباقة الغربية، ويافا، وجلجولية، ونحف، ورهط، ودير حنا، ومجد الكروم، وعرابة، وكفر مندا، وعرابة البطوف، وطمرة، وحيفا، واللد، والرملة، وكفر كنا، ووادي عارة، تظاهرات ومواجهات مع شرطة الاحتلال، استمرت حتى ساعات متأخرة من الليل، تلبية لدعوات أطلقتها حراكات وأحزاب فلسطينية لإسناد الهبة الشعبية في القدس المحتلة.

 

#فلسطين #الشيخ_جراح