القدس المحتلة – خاص قدس الإخبارية: اعتبر المرشح عن قائمة "القدس موعدنا" النائب محمد أبو طير أن ما يجري بالقدس "حربا على أشدها" تدور رحاها على المسجد الأقصى وباب العامود.
وأشار أبو طير أن الاحتلال حاول أن يحول بين المسجد الأقصى والمصلين من خلال قطع الأسلاك عن مآذن المسجد الأقصى ووضع حواجز حديدية على مدخل باب العامود، بهدف محاولته فرض أجندة جديدة على المقدسيين، لكنها قلبت على "رأسه".
وأكد أبو طير في حوار خاص مع شبكة "قدس الإخبارية" أن الضغط الذي يمارسه الاحتلال على المقدسيين كان نتيجته هذا الانفجار الذي انتظره الناس طويلا، وكذلك "حالة الكبت والملاحقة التي لا حدود لها، من خلال الاستهتار في حياة الناس ويومياتهم فقد اعتدى الاحتلال على البيوت والأرزاق وفرض إجراءات قاسية، ولا شك لأن هذه الإجراءات تداعيات تفرض نفسها على أرض الواقع".
جس نبض
وعن هدف الاحتلال من الاعتداءات بالقدس، أوضح أن دولة الاحتلال تحاول جس نبض الناس واستفزازهم، بهدف التحقق من مدى قرب الشعب الفلسطيني بالقدس من قضيته وارتباطه به، وأنه هل حان الوقت ليضربوا ضربتهم، معتقدين أن الشعب الفلسطيني في "غيبوبة".
وتوقع أبو طير ألا تستمر هذه المواجهات طويلا، كون الاحتلال سيحاول التراجع لعودة الأمور كما كانت قبل اعتداءاتها الأخيرة.
وأثنى على تضحيات شباب القدس الذين قدموا "ضريبة من دمائهم لدينهم"، وقال: "هؤلاء الشباب هم أهل النخوة والفتوة، وكانت لهم صولات وجولات عام 2017م حينما أفشلوا مخطط الاحتلال بوضع بوابات إلكترونية بالبلدة القديمة وأعطوه درسا لن ينساه".
موجها رسالة للاحتلال أن "فالاعتداء على الأقصى ليس نزهة، وكل شيء له تكاليفه وضريبته".
واعتبر أن المسجد الأقصى هو عنوان المواجهة الحالية للتأكيد أن القدس عربية إسلامية، وأن الاحتلال "سيرحل في يوم من الأيام ويبقى الشعب الفلسطيني نبض الأمة التي يجب عليها إعادة حساباتها حتى تصحو".
وأشار النائب المبعد عن مدينة القدس إلى أن التجمهر المقدسي الكبير والاشتباكات المستمرة في القدس تبرز الروح المعنية لشباب القدس في مواجهة المستوطنين.
ورغم تصاعد المواجهات الشعبية في المدينة القدس وخاصة البلدة القديمة، لكن أبو طير يرفض أن يصف ما يجري بـ "الهبة" لكنها في الوقت ذاته مؤشر أن أي اعتداء على الأقصى بهدف أن يحول بينه وبين المصلين المسلمين لا يمكن أن يمر، وأن أهل القدس مستعدون لكسر وتخطي كل الحواجز لأجل القدس والأقصى.
واستدرك: "لكن الاحتلال ورغم ما جرى خلال الأيام الماضية والتي وصلت الاحتلال فيه الكثير من الرسائل لم يعتبر ويحاول أن يخرج بأجندة جديدة"، مؤكدا أن "ممارسات الاحتلال وانتهاكاته بالقدس تحيي صورة التحدي في قلوب الناس".
وفيما يتعلق بالانتخابات، أكد أن "الاحتلال الإسرائيلي لا يملك القدرة على حرمان الشعب الفلسطيني من اجراء الانتخابات كونها خيار فلسطيني شعبي"، مشيرا لوجود خيارات وبدائل كثيرة لفرضها.
وشدد أبو طير في حوار خاص مع شبكة "قدس الإخبارية" على ضرورة فرض الانتخابات على الاحتلال، لتتحول الانتخابات في القدس ساحة اشتباك معه في كل الأماكن بالمدينة المقدسة المحتلة"، محذرا " كما لا يمكن لأي طرف تأجيلها لهذا المبرر".
خيارات وبدائل
وأوضح أنه يمكن اجراء الانتخابات بالقدس من خلال البريد كما جرى في الانتخابات التشريعية عام 2006م وذلك وفق الاتفاقيات التي وقعت عليها السلطة، وكذلك يمكن اجراء الانتخابات بضواحي القدس والقرى شمالها كما جرى في الانتخابات السابقة ولا يحتاج ذلك لموافقة الاحتلال وهذه المناطق يتواجد فيها نحو 220 ألف مقدسي.
وأشار لوجود خيارات أخرى كوضع صناديق الاقتراع في المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وبقية المساجد وكذلك في المدارس التعليمية، أو وضع صناديق الاقتراع داخل الممثلات والقنصليات الأجنبية، مؤكدا أن القنصليات أبدت استعدادها لفتح أبوابها لإجراء الانتخابات.
وحذر أبو طير من أن أي تأجيل لن يكون في صالح الساحة الفلسطينية وأن المستفيد الوحيد من تأجيلها هو الاحتلال الإسرائيلي، وأن تأجيلها "يعني خلق حالة من الإرباك والفوضى على الساحة الفلسطينية، لأن الشعب يريد أن يختار قياداته وممثليه".
واتهم النائب عن القدس "أطرافا فلسطينية بمحاولة إفشال الانتخابات لاستمرار حالة الترهل الحالية، وكذلك خوفهم من الخسارة في الانتخابات".
وشدد على أهمية اجراء الانتخابات، لوضع حد لكل الفساد الذي مر على القضية الفلسطينية وحالة الترهل والضياع في المؤسسات الرسمية، وإصلاح المؤسسات كافة ووقف المحسوبية، مؤكدًا أنه إذا "ألغيت الانتخابات، فإن حالة الترهل الحاصلة في المؤسسات ستبقى بلا حسيب ولا رقيب".
وبشأن ضغط بعض الأطراف من بين الاحتلال وأنظمة عربية للتأجيل الانتخابات، قال: "هم يريدون التأجيل لأنهم يخشون من المفاجأة المتمثلة بفوز حركة حماس كما يتوقعون لذلك يحصل كل هذا الضغط، حتى لا يحصل أي تغيير على الحالة الفلسطينية خاصة المشهد الأمني بالضفة الغربية"، مشددا على ضرورة اجراء الانتخابات في موعدها و"يعرف كل طرف حجمه الحقيقي بين الناس من خلال صناديق الاقتراع".
واعتبر أن الحديث عن التأجيل، يهدف لتهيئة الرأي العام لذلك، لكن طالما لم يصدر مرسوما بتأجيلها فيجب عدم الالتفات لهذه "الفقاعات الإعلامية".
وقال: "طالما كانت الانتخابات خيار شعبي فلسطيني واستحقاق انتخابي فلماذا نريد موافقة الاحتلال (..) وأما أن يكون موافقة الاحتلال من عدمها شماعة للتأجيل، فهذا يعني أن نقطة الضعف فينا نحن كفلسطينيين".