خاص قُدس الإخبارية: استضاف برنامج "حوار قُدس" الذي يقدمه الزميل يوسف أبو وطفة ويبث عبر "شبكة قُدس الإخبارية"، الصحافي معاذ حامد الذي تم الكشف حديثا عن استجوابه من قبل عناصر يتبعون للموساد الإسرائيلي في إحدى المقرات الأمنية الإسبانية في مدريد.
وقال حامد، إن اتصالا ورده من قبل نحو خمسة أشهر من قبل الحرس المدني الإسباني، وتم استدعاؤه إلى مقرهم في مدينة بلباو، وتم سؤاله حول كيفية وصوله إلى إسبانيا وأسباب سفره إلى هناك، وحول تفاصيل اعتقاله وأسئلة أخرى عن تفاصيل حياته.
ووفقا لحامد، فإن الجلسة كان واضحا إنها جلسة تحليلية لشخص يعمل في المجال الصحافي قادم من منطقة فيها توتر مستمر كفلسطين، وكان واضحا على الضباط المتواجدين في الغرفة مراقبتهم الفاضحة لحركات الجسد وطريقة كلامي، ولكن ما أثار استغرابي هو سؤالهم عن طبيعة ما سأقوم به في حال التقيت السفير الإسرائيلي أو ضابطا إسرائيليا، وحينها كانت إجابتي بأنني ورغم أن لديّ مشكلة مع الاحتلال إلا أنني أؤدي عملي كصحفي ولا يمكن أن أفعل غير ذلك، خاصة وأن اعتمادي من قبل الحكومة الإسبانية للعمل كصحافي جاء بعد الفحص، مضيفا: أخبرني الضابط أن هذه الأسئلة جاءت بطابع فضولي، وتم إعطائي رقما خاصا لأحد الضباط وقيل لي إنه يمكن أن يتواصل معي في المستقبل، وانتهى اللقاء.
وبحسب حامد، فإن الضابط نفسه اعاد الاتصال به مجددا بعد نحو شهر، "وطلب أن التقي به ورفضت، أخبرته إنني منشغل بعملي وانتهت المكالمة، وبعد أسبوعين، اتصل بي ضابط آخر من الذين تواجدوا معي في الاستجواب الأول، وطلب لقائي في مقر الحرس المدني في مدريد لاستكمال بعض الأوراق الناقصة وطلب مني أوراقا تتعلق باعتقالي، أخبرته أنني سلمت الأوراق كاملة، ولكنه أصر على اللقاء بحجة أنها مفقودة وبحاجة إلى تفاصيل بالخصوص".
وقال: بعد استشارتي محاميّ الخاص، قال لي إن ما يحدث معي مرتبط بخفيات إسرائيلية، وعندما ذهبت إلى اللقاء، على مدخل المقر لم يتم تفتيشي أو تسجيل هويتي كما هو مفترض عند دخول مقر أمني، واستقبلني شخص بلباس مدني وأعطى الحارس الموجود على البوابة رمزا مخصصا،ودخلت.
وأضاف حامد: دخلت إلى إحدى المكاتب وإذا بالضابط الإسباني ذاته موجود ومعه شخص آخر يرتدي لباسا رسميا، ملامحه شرق أوسطية أصلع يرتدي نظارة، وعرفه إليّ بأنه الضابط عمر ويعمل لدى الاستخبارات البلجيكية، في ظل وجود تعاون استخباراتي بينهم بحسب الضابط الإسباني.
ويروي الصحافي حامد تفاصيل اللقاء قائلا: الضابط عمر كان يتحدث الإنجليزية بطريقة ليست مثالية، وأخبرني الضابط الإسباني انه فلسطيني الأصل، وفي هذه اللحظات قال لي إنه يمكننا الحديث باللغة العربية لأنه يجيدها، وبمجرد أن تحدث الضابط عمر قائلا: "معاذ بنقدر نحكي عربي أنا واياك"، مباشرة تأكدت أنه إسرائيلي، من طبيعة لكنته العربية، ومباشرة تملكتني الرهبة وأجبته باللغة العبرية، حينها كانت ملامح الضابط المدعو عمر متماسكة وقال إنه لم يفهم ما قلت بابتسامة، في حين تبدلت ملامح الضابط الإسباني الذي ارتبك وتفاجأ وفقد السيطرة، حينها طلبت منهما هوياتهما للتعريف بهويتهما الحقيقية، ورفضا بحجة أنهما يعملان لدى أجهزة مخابرات، وخرج الضابط الإسباني من الغرفة.
ويقول حامد: بقينا أنا والضابط عمر في الغرفة لوحدنا، واعترف بصريح العبارة إنه إسرائيلي، وقال إن لديه مجموعة أسئلة بحاجة إلى إجابة عن طبيعة عملي الصحافي سابقا في تركيا والأشخاص الذين قابلتهم هناك، وعن القيادي في حماس زاهر جبارين.
وأضاف: لقد كان مهتما بمعرفة مصدري الأمني الذي استخدمته في تحقيق صحفي أجريته لصالح صحيفة العربي الجديد، ولم يتمكن من أخذ أي من المعلومات، وقال الضابط الإسرائيلي، إنه ليس سعيدا.
وأكد محامون وقضاة لحامد، أن ما حدث ليس مهنيا ولا يمت بصلة لعمل المخابرات الإسبانية، وهو ما يشير إلى إمكانية تجنيد الضابط الإسباني لصالحهم، ولكن على الرغم من ذلك إلا أن الداخلية الإسبانية والحرس المدني رفضوا التعليق لوسائل الإعلام بأي تصريح بالخصوص.