مدريد - خاص قُدس الإخبارية: كشف صحفي فلسطيني عن تعرضه لتحقيق داخل مقر للمخابرات الإسبانية، من جانب ضابط يعمل في جهاز "الموساد" الإسرائيلي.
الصحيفة الإسبانية "بوبليكو" نشرت اليوم عن "فضيحة" ارتكبتها السلطات، بحق الصحفي معاذ حامد، بعد تعريضه للتحقيق من جانب ضابط بالموساد، داخل مقر أمني إسباني.
الصحفي حامد كشف أن المقابلة جرت في مقر أمني تابع للحرس المدني الإسباني، وأضاف في حديث "لشبكة قدس": بعد دخولي للمقر تم استجوابي من جانب ضابطين، وعندما تحدث أحدهما باللغة العربية، تكلمت معه باللغة العبرية، فأصاب الضابطين الارتباك.
وتابع حامد الذي يعمل صحفياً مع "التلفزيون العربي" في إسبانيا، أنه "بقي في جلسة التحقيق معه ضابط واحد، وهو الذي اكتشف أنه إسرائيلي"، وأكد أن الأسئلة التي وجهها له الضابط تؤكد أنه إسرائيلي، وقد اعترف له أنه ضابط مخابرات عمل سابقاً في مدينة الخليل.
وأشار إلى أن المقابلة جرت معه في شهر شباط/فبراير الماضي، من جانب الضابط الإسرائيلي، وتركزت بشكل أساسي على تحقيق صحفي أجراه قبل عامين حول عمل "الموساد"، ضد الجاليات الفلسطينية في أوروبا.
وأوضح أنه بدأ بخطوات قانونية مع محامين اثنين بعد الانتهاك الذي حصل بحقه، ورفع شكوى لدى وكالة اللجوء في إسبانيا، ووكالة "الأونروا" بصفته معرفاً كلاجئ، بالإضافة لشكوى لدى وزارة الداخلية، وقابل عدداً من نواب البرلمان الإسباني وتقدم بشكوى لديهم من أجل عمل "استفسار" من وزير الداخلية حول هذه القضية، وقال: نبحث في سبل قانونية لمحاسبة الحكومة الإسبانية حول الانتهاك الذي حصل معي.
من جانبه، أكد مدير المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده، أن الجهات الإسبانية المتورطة في هذا الانتهاك بحق حامد، "ارتكبت انتهاكات مركبة"، وأوضح: فضلاً عن عدم قانونية استجواب الصحفي معاذ، من قبل السلطات الإسبانية بهذه الطريقة فهي مكنت طرفاً لا يملك الوصاية ولا الصلاحية باستجوابه "يقصد الموساد".
وقال: كما أنها انتهكت بشكل فاضح اتفاقية اللاجئين 1951، التي وقعت عليها وتلزمها بحماية اللاجئين، ومعاملتهم بما يتماشى مع المعايير الدولية داخل حدودها.
واعتبر عبده في حديث "لشبكة قدس" أن السلطات الإسبانية عرضت "حياة الصحفي للمخاطر وأشكالاً من المعاملة المهينة التي تحط من كرامته، بما يخالف المادة رقم 14 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تنص على أنه: لكل فرد حق التماس ملجأ في بلدان أخرى والتمتع به خلاصاً من الاضطهاد”.
وأضاف: ما تعرض له معاذ يفتح الباب واسعاً للوقوف أمام سيل من الانتهاكات، التي يتعرض لها النشطاء الفلسطينيين وأنصار القضية الفلسطينية في أوروبا مؤخراً، والتي ترافقت مع أجواء يمينية عدائية وظفها الاحتلال الإسرائيلي وأنصاره لاستهداف كل من يرتبط بعمل حقوقي أو إعلامي مناصر للحقوق الفلسطينية".