نابلس - قُدس الإخبارية: توفي المناضل نادر العفوري، من مدينة نابلس، صباح اليوم، ويعتبر أحد الأسرى الذين سطروا قصصاً بطولية في معتقلات الاحتلال بعد أن رفضوا الاعتراف، رغم التعذيب الوحشي الذي تعرض له.
يعتبر العفوري من أوائل الفلسطينيين الذين تعرضوا للاعتقال عقب احتلال 1967، وقد اعتقلته قوات الاحتلال في 9 سبتمبر أيلول من العام ذاته، وحكم عليه بالسجن لمدة 4 سنوات بتهمة الانخراط في مقاومة الاحتلال والانتماء للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وأعاد جيش الاحتلال اعتقال العفوري بداية السبعينات، للمرة الثانية، وأمضى عامًا واحدًا، ثم وبعد الإفراج عنه، تم اعتقاله مجددًا لمدة ثلاثة أعوام.
في اعتقاله الرابع، اتهم الاحتلال العفوري بالمسؤولية عن قتل الحاكم العسكري قرب الجامع الكبير في البلدة القديمة في نابلس، وخلال التحقيق معه أقدم محقق على ضربه بشدة على رأسه، فأصابه انهيار عصبي وتشنج.
رغم التعذيب الشديد الذي تعرض له العفوري من جانب ضباط مخابرات الاحتلال، بقي مصراً على الالتزام بشعار "الاعتراف خيانة"، وخرج منتصراً من زنازين التحقيق.
وبعد ازدياد حالته الصحية سوءاً نقل الاحتلال العفوري إلى مستشفى الدهيشة، ووصل إلى هناك ووزنه 37 كيلوغرامًا ونصف، وكان مصابًا بكسر في الفقرة السابعة من عموده الفقري.
مارست مخابرات الاحتلال ضد العفوري أبشع أساليب التعذيب، وقد نشر الأسرى خبر استشهاده أكثر من مرة، قبل أن ينفي الخبر بعد ظهوره في مراكز تحقيق أخرى.
بعد البطولات التي سطرها العفوري في مواجهة مخابرات الاحتلال، كتب إبراهيم الراعي الذي استشهد في السجن أغنية له:
يما لا ولا ولا.. ونادر عفوري رمز النضالا
وفي سجن الخليل زرعنا الجوري.. وردتنا الحمرا نادر عفوري
لعيونك نادر جبهتنا ثوري.. وهيك اتعلمنا نخلّي الأبطالا
وزيدي يا جبهة بأبطالك زيدي.. والله عن دربك ما نحيدي
غسان كنفاني كتب القصيدة ونادر بصموده غنّى الموالا
بكماشة حديد خلعوا حلماته.. بكيّ السجاير حرقوا لحامته
مهما الصهاينة شلوا حركاته، نادر بصموده فجر بركانا