رام الله - قُدس الإخبارية: منذ وصول أول دفعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا إلى وزارة الصحة الفلسطينية؛ لم تهدأ الأصوات المنادية بتوزيع عادل للقاحات وسط تلقي مسؤولين اللقاح ممن هم دون الفئات ذات الأولوية، وهو ما اضطر الصحة إلى إصدار توضيح بالخصوص بداية مارس الجاري، كشفت فيه عن تلقي مسؤولين ووزراء وصحفيين وموظفين عموميين وآخرين للقاح.

وعلى الرغم من أن رئيس الوزراء محمد اشتية ووزيرة الصحة مي الكيلة، أكدا في أكثر من مناسبة بعد وصول الدفعة الثانية من اللقاحات على أن توزيع اللقاحات سيتم وفق الآلية التي أعلنتها الصحة سابقا، والتي تشمل في مقدمتها الطواقم الطبية وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة؛ إلا أن الأصوات لا تزال تنادي بتوزيع عادل للقاحات مطالبة بتوفيرها لمن هم أحق وأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، وسط تلقي مسؤولين وعائلاتهم اللقاح دون أن يكونوا ضمن الفئات التي أعلنت عنها الصحة.

وكتب الإعلامي الفلسطيني فارس صرفندي عبر صفحته في فيسبوك قائلا: "والدي تنطبق عليه الشروط للتطعيم، تجاوز الخامسة والسبعين ومريض بالسكري ولديه مشاكل في القلب، ذهب إلى مقر الصحة في مدينة البيرة وأخبروه بأنه لم يتبقّ من اللقاح سوى 20 لقاحا وجاءت الأوامر أن تعطى للطواقم الطبية".

ووجه صرفندي رسالة إلى اشتية قال فيها: "هذا الفساد ما عاد يطاق، هل انتظرت أنت وعمرك دون السبعين بكثير كي تحصل على الطعم أم أن الوزراء أيا منهم لم يحصل على الطعم، أنا أطالبكم بحق هو لوالدي أنتم قمتم بسرقته دون وجه حق، أن تظنوا أن كبركم وتكبركم على العباد يمر فتأكدوا أنه لن يمر على رب العباد". 

وكتب الناشط علاء أبو ذياب عبر صفحته في فيسبوك: "بعض الأصوات المغرضة اتهمت السلطة اليوم أنهم ما قدموا للناس فايزر! طب هي إبن أخت رئيس الوزراء السابق رامي الحمدلله في أحد بيوت الوطن يتلقى لقاح فايزر يا كذابين!! بس ماشالله عنه، ولا مبين عليه إنه فوق ال75 سنة!".

وقال الصحافي جورج قنواتي متهكما: "هذا طلع التطعيم ديليڤيري كمان، مش بس بننسب تطعيمات طعمناها وإحنا مش مطعمينها، كمان برحوا لولاد أخت المسؤول عالبيت يطعموا! الحمدلله مبين عليه العمر والتعب والكبر بستاهل يكون أولوية".

ويرى الإعلامي صهيب العصا، أن الفاسدين لا يخجلون حتى من فسادهم، بعدما امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بصور لشبان وشابات يتلقون اللقاح قبل كبار السن. مضيفا: "كلمة السر الواسطة وعظام الرقبة".

وقال: "إن كنت فاسدا أو مستفيدا من فاسد فاستتر؛ لأنه فضيحة فسادك لا تؤذي الناس العاديين بحرمانهم من حقهم وحسب؛ بل تؤذهم نفسيا بإشعارهم بعجزهم عن إنقاذ حياتهم".