مع بقاء يوم واحد فقط لذهاب الإسرائيليين إلى صناديق الاقتراع، تتحدث الأوساط الحزبية أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو رغم اقترابه من الحصول الظاهري على 61 مقعدًا إنها قد تصبح كابوسًا له، لأن الانتخابات الرابعة المقبلة قد تعبد الطريق لجولة خامسة.
ومع الاقتراب من خط النهاية إن السؤال الذي سيقرر ليس من الذي بدأ الأزمة؟ ولكن من الذي سيقتنع بأنه قادر على إنهائها؟ وعلى ما يبدو، إن ظروف نتنياهو أفضل بكثير من سواه من باقي المرشحين؛ لأنه -حسب استطلاعات الرأي- على بعد مقعد واحد فقط من تشكيل الحكومة القادمة، ويدعي أنه الوحيد القادر على تشكيل حكومة مستقرة ومتجانسة تعمل مدة أربع سنوات كاملة.
تزعم محافل ليكود أنه إذا أحضر كل إسرائيلي ثلاثة ناخبين آخرين للصناديق، فلن تضطر (إسرائيل) للذهاب إلى جولة انتخابية خامسة جديدة، لكن في المقابل حتى لو حصل نتنياهو على 61 مقعدًا، فليس بالضرورة تشكيل حكومة مستقرة، لأنه في نهاية ديسمبر 2018 قرر حل حكومته ذات الـ61 مقعدًا، بعد أن واجه صعوبة في إدارتها.
منذ مغادرة أفيغدور ليبرمان الحكومة بدا واضحًا أن هذه ليست الطريقة لإدارة الدولة، والسبب الرسمي لحل الحكومة هو صعوبة التوصل لتفاهمات بشأن بعض مشاريع القوانين في الكنيست، ويكمن السبب الحقيقي في أن نتنياهو سئم تهديدات أعضاء الكنيست.
حتى في الأسابيع التي سبقت حل الحكومة، هدد بيتسلئيل سموتريتش بعدم التصويت مع الائتلاف ما لم يَعَد مستوطنو الخليل لمنازلهم التي أخليت، ورفض آخرون من ليكود الانصياع للانضباط الائتلافي حتى تمرير هجرة تسعة آلاف يهودي إثيوبي إلى (إسرائيل).
يدرك نتنياهو بعد كل هذه التجارب أن أي حكومة تضم 61 عضوًا فقط وصفة لصداع دائم، ويرجح أنه حتى لو حققها، فسوف يعمل بلا كلل لتوسيعها أو استبدالها، وبعيدًا عن القضية الهيكلية يمكن الكشف عن تباينات كبيرة في حكومة نتنياهو القادمة، رغم أنها تبدو متجانسة للوهلة الأولى.
يائير لابيد من جهته لا يخفي أنه يقاتل من أجل الحصول على تفويض بتشكيل الحكومة القادمة، إن حصل على 61 مقعدًا، وإلا فإن نتنياهو سيشكل حكومة تعتمد على المتطرفين وأتباع القاتل باروخ غولدشتاين.
أظهرت ثلاث حملات انتخابية أن السياسة، مثل كورونا، فاجأت الإسرائيليين مرارًا وتكرارًا، ففي الأولى حصل اليمين على 65 مقعدًا، لكن ليبرمان منع نتنياهو من تشكيل الحكومة، وفي الثانية فازت الكتلة المعارضة بـ65 مقعدًا، لكنها فشلت في تشكيل حكومة، وفي الجولة الأخيرة فاز غانتس وشركاؤه بـ62 مقعدًا، لكن نتنياهو هو من شكل الحكومة، ولذلك قد تكون نتائج الانتخابات بعد ساعات قليلة مجرد نقطة انطلاق لمعركة جديدة على إدارة دولة الاحتلال.