غزة - قُدس الإخبارية: فجر 22 آذار/ مارس استيقظت فلسطين على خبر اغتيال الاحتلال للشيخ أحمد ياسين واثنين من مرافقيه، بعد قصفهم بالطيران المروحي عقب خروجهم من صلاة الفجر.
الفجر الحزين الذي حمل معه خبر استشهاد الشيخ ياسين، كان خاتمة رحلة الرجل الذي كان أحد الشخصيات التي أطلقت العمل المقاوم ضد الاحتلال بصيغته الإسلامية.
ولد الشيخ ياسين في قرية الجورة قضاء عسقلان، قبل أن تجبر العصابات الصهيونية عائلته على الهجرة منها إلى قطاع غزة رفقة مئات الآلاف من الفلسطينيين الذي فقدوا منازلهم وقراهم ومدنهم.
وبين الطفولة والحادث الذي أدى لإصابته بالشلل ثم عمله مدرساً، كانت بداية العمل السياسي للشيخ ياسين بالمشاركة في التظاهرات المنددة بالعدوان الثلاثي على مصر في 1956، سبقها التحاقه بجماعة الإخوان المسلمين.
بعد احتلال 1967 كان للشيخ نشاطات اجتماعية ودعوية، ثم تأسيس المجمع الإسلامي الذي أصبح مركزاً هاماً للنشطاء الإسلاميين في القطاع.
في 1982 اعتقلت قوات الاحتلال الشيخ أحمد ياسين وحكمت عليه بالسجن لمدة 13 سنة، بتهمة تشكيل تنظيم وحيازة السلاح، قبل أن يفرج عنه في صفقة التبادل بين الاحتلال والجبهة الشعبية القيادة العامة في 1985.
بعد اندلاع الانتفاضة الشعبية الفلسطينية في 1987 أعلن عن تشكيل حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، كإطار انبثق من جماعة الإخوان المسلمين، وأخذ على عاتقه مواجهة الاحتلال.
في 18 مايو/ أيار 1989 اعتقلت قوات الاحتلال الشيخ ياسين، مع المئات من عناصر الحركة، ولاحقاً حكم عليه بالسجن المؤبد و15 عاماً إضافية.
خلال سنوات اعتقال الشيخ خطفت مجموعات من كتائب القسام عدداً من جنود الاحتلال، لمبادلتهم بالشيخ، قبل أن تتحقق له الحرية عقب اعتقال الأردن لعنصرين من جهاز الموساد حاولا اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس سابقاً، خالد مشعل، في العاصمة عمان.
شكلت انتفاضة الأقصى انطلاقة جديدة للعمل المقاوم ضد الاحتلال في فلسطين، وشاركت حماس مع بقية الفصائل في تنفيذ عمليات ضد جيش الاحتلال والمستوطنين.
اتخذت حكومة شارون سياسة "الاغتيالات" لحرمان الشعب الفلسطيني من القيادات المؤثرة والوازنة التي قادت المواجهة خلال الانتفاضة، وكان الشيخ أحمد ياسين من ضمن هذه الشخصيات، وتعرض لعدة محاولات اغتيال، حتى تمكن الاحتلال من قتله خلال خروجه من المسجد.
مئات آلاف الفلسطينيين شيعوا الشيخ في غزة وأشعل استشهاده الغضب فلسطينياً وإسلامياً، ونفذت المقاومة عمليات رداً على الاغتيال.
آمن الشيخ كبقية شعبه بقدرة المقاومة على إلحاق الهزيمة بالاحتلال، وأصر طوال حياته على مسؤولية المقاومة عن تحرير الأسرى: "بدنا ولادنا يروحوا غصب عنهم".