القدس المحتلة - قُدس الإخبارية: تعيش عائلات فلسطينية في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، تهديداً دائماً على مستقبلها وحياتها، في ظل إخطار الاحتلال ومخططاته بتهجيرها من بيوت.

بدأت معاناة العائلات منذ سنوات بعد إخطار الاحتلال لها بإخلاء منازلها، لتبدأ بخوض نضال مرير في سبيل تثبيت حقها ودفع شبح التهجير عن نفسها.

تعود القصة إلى 1956 حين أقيم حي الشيخ جراح في القدس بموجب اتفاقية بين وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين والحكومة الأردنية، واستوعب الحي 28 عائلة مهجرة في حينها.

ونص الاتفاق على أن تدفع العائلات أجرة المنازل لمدة 3 سنوات، ثم تنتقل إلى ملكيتها الدائمة، وقد انتهت العقود في 1959.

احتلال القسم الشرقي من مدينة القدس بعد حرب 1967، منع استكمال عملية تسجيل الأوراق وبدأت بعد سنوات معاناة العائلات مع مخططات الاحتلال لتهجيرهم.

في 1972 قررت لجنتان يهوديتان أراضي كرم الجاعوني في حي الشيخ جراح، في لجنة الأراضي الإسرائيلية، بعد تزوير الوثائق.

مؤخراً، قررت محكمة الاحتلال إخلاء ثلاث عائلات من منازلهم في الحي، بعد سنوات من النضال لحماية نفسها من القانون.

وطالبت العائلات الحكومة الأردنية بتسجيل أسماء البيوت باسمها، وفقاً للاتفاقية التي وقعتها مع "الأونروا" في 1956.

وقالت وزارة الخارجية الأردنية، إن "الأردن سلَم كل الوثائق التي لديه منذ 1956 للسفارة الفلسطينية بعد تلقي طلبها 2019".

وردت الصحفية منى الكرد، وهي أحد سكان البيوت المهددة بالإخلاء، أن "الاتفاقية التي حصلت مع وزارة الإنشاء والتعمير الأردنية موجودة لكنها غير موقعة أو مختومة، لذلك ترفض محكمة الاحتلال الاعتراف بها".

ويستعد نشطاء ووسائل إعلام لإطلاق حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، الساعة التاسعة مساء يوم الإثنين المقبل، على هاشتاغ "أنقذوا حي الشيخ جراح".

ويخطط الاحتلال لتوسيع مشاريع الاستيطان في حي الشيخ جراح، بهدف تطويق البلدة القديمة، واختراق الأحياء الفلسطينية بالبناء الاستيطاني.

وأكدت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان لها اليوم، أن الأردن قدم الوثائق الخاصة بعدد من العائلات، وجاري العمل على تأمين وثائق أخرى، "علما بأنه ليس من السهل توفيرها لأنها تعود لحقبة سابقة من الزمن، ما يضطر الجهات الرسمية الأردنية لبذل جهود كبيرة لايجادها وتوفيرها لنا، بما يساعد صمود العائلات الفلسطينية في الشيخ جراح".

وحملت الخارجية الاحتلال "المسؤولية الكاملة والمباشرة عن الجريمة البشعة التي يتعرض لها حي الشيخ جراح ومواطنيه ومنازلهم، والذي يتعرض لأبشع هجوم استيطاني استعماري يهدف إلى الاستيلاء على مساحات واسعة منه وطرد وتهجير عشرات العائلات الفلسطينية".