الخليل - قدس الإخبارية: غابت ضحكة عبد الله عمايرة وتبدلت معها ملامح وجهه إلى حزن وبكاء بعد أن رحلت ابنته سارة، اليوم الجمعة، رغم كل النداءات التي أطلقها على مدار الشهور القليلة الماضية للسلطة الفلسطينية لعلاجها.
و"سارة" تُعاني من مرض بالقلب، وهي بحاجة لعملية وصفها الأطباء بـ "الصعبة"، وخلال فترة علاجها استعد الكثير من الفلسطينيين في القدس المحتلة والداخل عام 1948 بتحمل جزء من تكاليف علاجها المرتفعة، وبقيت تعاني إلى أن توفت.
وخضعت سارة عمايرة لعدة جلسات للعلاج في مستشفيات الداخل المحتل والقدس المحتلة فيما كانت تحتاج إلى تدخل جراحي ينهي معاناتها بشكل كامل.
وبحسب والد الطفلة عمايرة الذي تحدث لـ "قدس" سابقاً فقد أجرت عملية قلب مفتوح وهي لم تتجاوز 12 يوماً، فيما كانت تدخل إلى العناية المكثفة في مدد زمنية تتراوح ما بين شهر إلى شهرين نظراً لتفاقم حالتها الصحية بفعل مرضها الذي ولدت به.
وسارة عمايرة ولدت بأزمة في القلب، منها الشريان الرئيسي للقلب وصمامات القلب وحجرات القلب وعضلة القلب نفسه التي كانت ضعيفة حيث كانت متصلة بجهاز الأكسجين وبعض الأدوية التي كانت تتحصل عليها لإبقائها على قيد الحياة.
وكان من المقرر إجراء عملية ثالثة لها عند اتمامها ثلاث سنوات إلا أن الأطباء لم يوافقوا على ذلك بسبب ضعف مناعتها وضعف عضلة القلب وصعوبة تحمل جسدها لهكذا عملية.
واحتاجت الطفلة عمايرة إلى إجراء عملية زراعة قلب وهي عملية غير متوفرة في فلسطين أو مستشفيات الضفة المحتلة، ولا يوجد قانون يسمح بذلك في الأراضي الفلسطينية فضلاً عن صعوبة إجراء ذلك في الأراضي المحتلة عام 1948.
وأبلغت العائلة سابقاً بإمكانية إجراء عملية لها في تركيا والهند، وأصدر والدها عدة مناشدات للتكفل بعلاجها وجهها إلى الرئيس محمود عباس ورئيس الحكومة محمد اشتية ووزيرة الصحة مي الكيلة إلا أن مناشدته لم تلقِ أذاناً صاغية.
ونعى عبد الله عمايرة طفلته بمقطع فيديو مؤثر خرج فيه باكياً وحزيناً على طفلته التي لم تجتز 3 سنوات، متهماً خلاله بالتقصير في حقها.
وقال عمايرة: "رحلت سارة وهي تشتكي المقصرين الذين لم يقوموا بواجبهم تجاهه ولم يحركوا ساكناً من أجل إجراء عملية جراحية".