رام الله - خاص قدس الإخبارية: قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، إن حركته مستعدة لتقديم كافة التنازلات في إطار الوصول إلى وحدة وطنية ومجتمعية وفكفكة كل المشاكل.
وأضاف أبو مرزوق في تصريحات خاصة لـ "شبكة قدس" عبر برنامج "المسار" الذي تقدمه الزميلة لينا أبو حلاوة، أن "التنازلات تأتي في سياق الوحدة الوطنية، أما ما هو متعلق بمشروع المقاومة وسلاحها فنحن لا نخضعه للتنازلات أو التوافقات أو الانتخابات".
وكشف القيادي البارز في حركة حماس عن عرضٍ قدمته الولايات المتحدة والرباعية الدولية سابقاً، يقضي بالاعتراف بالحركة وحكمها بشكل كامل مقابل اعترافها بالاتفاقيات الموقعة من قبل منظمة التحرير وتسليم سلاح المقاومة، وهو ما تم رفضه.
وفي سياق آخر، قال أبو مرزوق، إن الانتخابات قفزت عن أكثر الأسئلة شرعية وهو "لماذا اتجهنا لها الآن في ظل التجارب السابقة؟". مضيفا: "نحن نتحرك ضمن الممكن، وهناك الكثير من الأسئلة التي يجب إجابتها قبل موضوع الانتخابات، لكن لا يوجد توافق وطني حول هذه المسائل وبالتالي ذهبنا للانتخابات أملا في تحقيق الوحدة".
واستطرد قائلاً: "كان يجب أن يكون هناك حوار وطني قبل الذهاب إلى الانتخابات، ولكن كان هناك إصرار على أن يكون الحوار الوطني بعد الانتخابات، خاصة وأننا ولأكثر من 13 عاما نتحاور وتكون هناك مخرجات ونوقع عليها دون أن يحصل أي شيء بما نوقع عليه".
وبحسب أبو مرزوق، فإنه لا يوجد أي حزب أو فصيل جاد يستطيع أن يستغني عن استفتاء شعبه في برنامج أو مسار. مضيفا: "في هذه الانتخابات نحن نستفتي الشعب ولا أحد يستطيع أن يبقى فوق ظهر الشعب وخارج إرادته".
وحول ما ستقدمه الانتخابات في ما يتعلق بحل مشكلة المشروع الوطني قال أبو مرزوق: "بالتأكيد لا، ولكنها قد تعمل على إنجاز الوحدة الوطنية، ويمكن أن تقدم أو لا تقدم مشروع مقاومة، ونحن الآن أمام مفترق طرق في كل شيء".
وشدد القيادي في حماس، على أن "اتفاقية أوسلو ثبّتت وقائع على الأرض ولا يمكن القول إن أوسلو باتت خلف الظهور في ظل الواقع الذي نعيشه ويعيشه الشعب الفلسطيني". متابعاً: "هناك مسائل يمكن تجاوزها مثل البرامج السياسي والتنسيق الأمني، ومحاولة فرض واقع جديد على الأرض ليس فقط مع الاحتلال بل مع كل الذين ساهموا في تنفيذ هذا الاتفاق وأمدّوه بالحياة".
ويرى أبو مرزوق، أن "الانتخابات ستفرز إما من يقول إن هذه الاتفاقية ليست في صالح الفلسطينيين أو أنها في صالح الشعب الفلسطيني وهيا بنا لتكريسها".
وبشأن التوافق بين الفصائل الفلسطينية في اسطنبول، قال: "نعم، كانت هناك توافقات في اسطنبول كرزمة واحدة، وكان من ضمنها التتابع في الانتخابات، واعترضت قيادة الحركة على هذا البند وقالت (لكي تكون الانتخابات صحيحة يجب أن تكون متزامنة، وإذا اعترضت حركة فتح على ذلك، فنحن نقدم انتخابات المجلس الوطني على انتخابات المجلس التشريعي)، وفي النهاية فتح رفضت ذلك بالمطلق".
وأشار أبو مرزوق، إلى أن اتفاق اسطنبول لم يمضِ وتدخّلت عدة دول عربية وأطراف أخرى، كانت من ضمنها تركيا وقطر ومصر وروسيا، وقدمت كل من مصر وقطر ضمانات بإجراء الانتخابات.
واعتبر القيادي في حماس أبو مرزوق، أن "الواقع الحالي منح الرئيس الفلسطيني محمود عباس صلاحياتٍ مطلقة من خلال استصدار المراسيم وإلغاء حكومة التوافق الوطني التي شُكلت برئاسة رامي الحمد الله، وباتت الفصائل مطالبة بالتحرك".
ورحب القيادي في حماس، بالفصائل الفلسطينية، للدخول في قوائم مشتركة تطرح على الشعب الفلسطيني بما في ذلك حركة فتح، قائلا: "الأخوة في فتح انقسموا في هذا الإطار ومعظم أعضاء اللجنة المركزية يرفضون التحالف مع حركة حماس، ولكن هناك من يريدون التحالف معنا".