الضفة المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: في زنازين سجن "الدامون" بعيداً عن الجامعة والعائلة والصديقات والأمهات اللواتي يعتصرن قلوبهن ألماً ولوعة، يحتجز الاحتلال أربع طالبات من جامعة بيرزيت، رفقة عشرات الأسيرات الفلسطينيات.
في يوم المرأة العالمي، وجهت الأسيرات الطالبات رسالة إلى زميلاتهن: "في ذكرى الثامن من آذار نشدُّ على أياديكم في مسيرتكم لتحقيق الحرية والعدالة والمساواة لنساء العالم كافة، سواء كنا طلبة داخل الزنازين وخارجها. فإن معركتنا واحدة، ضد التميز على أساس الجنس وضد الاستغلال الطبقي وضد الاستعمار الفاشي، في مقدمته الاحتلال القابع على أرضنا".
وجاء في الرسالة: "لزميلات جامعتنا، طليعة التحدي والتغيير، ثقتنا بقناديلكم المشتعلة التي تضيء سماء الوطن وأهداف الطريق. ولنساء شعبنا، ايماننا أن نضالنا الاجتماعي، هو جزء أصيل من نضال شعبنا، ولتحرير الأرض والإنسان نبذل التضحيات، مناضلين ومناضلات".
ليان: اعتقلت في طريقها للحصول على الشهادة
في الثامن من أغسطس 2020، توجهت ليان كايد إلى جامعة بيرزيت كي تحصل على شهادتها، وتركت خلفها والدها ووالدتها ينتظران بحب وشوق رؤية نتاج صبرهما، لكن حاجزاً لجيش الاحتلال على الطريق حوَل وجهة ليان من الجامعة إلى الزنازين.
احتجز الاحتلال ليان في بداية اعتقالها بسجن "الشارون"، يقول والدها "لقُدس الإخبارية"، في ظروف مأساوية حيث تعمد وضعها في زنازين مجاورة لسجناء مدنيين، تعمدوا توجيه الشتائم النابية والألفاظ السيئة طوال الوقت، كي يزيدوا من الضغط النفسي عليها.
وخلال التحقيق معها من جانب مخابرات الاحتلال، لمدة يومين، تعرضت ليان للسقوط أرضاً، وبدلاً من مساعدتها على النهوض بدأ المحققون بالسخرية منها.
ورغم كل هذه المعاناة وحرمانها من عائلتها، إلا أن ليان "حافظت على معنوياتها"، يؤكد والدها، ويقول: نشعر بصبرها وصمودها في الرسائل القليلة التي وصلتنا منها، وبعضها صادرته إدارة السجن للأسف.
وأضاف: منذ اعتقال ليان لم نتمكن من زيارتها سوى مرتين فقط، بزعم تفشي فيروس كورونا، وخلال جلسات المحاكمة لا يسمح لنا برؤيتها سوى لدقائق عبر "الفيديو كونفرنس".
وأشار إلى أن ليان شاركت مع زميلاتها الطالبات في افتتاح فرع للتعليم الجامعي بالسجن، رغم مضايقات إدارة سجون الاحتلال، بالإضافة لنادٍ للقراءة وآخر رياضي.
وحول رسالته في هذا اليوم، يقول: المرأة الفلسطينية أثبتت أنها جزء مضيء من تاريخ شعبنا الفلسطيني، في كل الساحات والمواقع، لذلك واجب علينا أن نلتف حول قضية الأسرى والأسيرات وأن نساهم بتحقيق المرأة لحقوقها ولمكانة تليق بتضحياتها.
شذى الطويل: 4 شهور دون زيارات
يقول والد الأسيرة شذى الطويل إن إدارة سجون الاحتلال حرمتهم من زيارتها، منذ 4 شهور، بزعم تفشي فيروس كورونا.
ويشير إلى أن العائلة لا تتمكن من رؤية شذى سوى لدقائق قليلة فقط، في المحكمة، ويضيف: في جلسة المحاكمة الماضية شاهدتها متعبة وقد أصابني قلق كبير عليها، فبحثت عن أي محامٍ له موعد زيارة قريب إلى سجن "الدامون" ووصلت لأحدهم، وقد أخبرني أن سبب تعبها هو أعراض جرعة لقاح كورونا.
اعتقلت قوات الاحتلال شذى عقب اقتحام منزل عائلتها، في مدينة البيرة، في 2 نوفمبر العام الماضي، بعد أن خلعت باب المنزل.
يعود والدها بذاكرته إلى تلك اللحظات: بعد أن خلع الجنود باب المنزل سألونا عن أسمائنا وهوياتنا، ثم طلبوا من شذى أن تذهب معهم، وهذه كانت صدمة لأن الاعتقال لدى الاحتلال أمر صعب وخاصة أنها فتاة وطالبة.
شذى طالبة في قسم الكمبيوتر بجامعة بيرزيت، ويؤكد والدها أن الاعتقال يترك آثاراً سلبية على مستقبلها الأكاديمي، نظراً إلى أن مواد تخصصها بحاجة لمتابعة مستمرة من قبل الطالب كي يبقى مرتبطاً ومطلعاً على التخصص ولا ينقطع عنه.
يطالب والد شذى الأطراف والمؤسسات الحقوقية والإنسانية التدخل للإفراج عن شذى وبقية الأسيرات، ولجم دولة الاحتلال التي تعتقل الفلسطينيين وتعتدي عليهم.
إيلياء أبو حجلة: من يعيدها لعائلتها؟
في يوليو 2020 كانت الطالبة إيلياء أبو حجلة على موعد مع الاعتقال لدى الاحتلال، بعد أن اقتحمت قوة من الجيش منزل عائلتها في حي الطيرة بمدينة رام الله.
إيلياء طالبة في السنة الرابعة بكلية الحقوق في جامعة بيرزيت، وحرمها الاعتقال من فرحة التخرج وأجل قسراً الموعد الذي انتظرته عائلتها طويلاً.
تقول والدتها إن الاحتلال يحرمهم من الزيارة منذ شهر نوفمبر الماضي، بحجة انتشار كورونا، وبعد أن حكم عليها بالسجن لمدة 11 شهراً لم تتمكن العائلة من رؤيتها.
ربا عاصي: تنكيل وحرمان من الجامعة
بعد اعتقالها من منزل عائلتها في 9 تموز الماضي، تعرضت الطالبة ربا عاصي لتنكيل واعتداء من جانب جنود الاحتلال، الذين اقتحموا منزل عائلتها في رام الله.
كشفت ربا لمحامي هيئة شؤون الأسرى، أن جنود الاحتلال وضعوا كمامة على عينها وأخرى فمها، وأجبروها على البقاء جالسة بوضعية "القرفصاء" طوال الطريق، بجانب معداتهم العسكرية التي كانت ترتطم بها.
وفي ساحة أحد معسكرات جيش الاحتلال، قامت مجندة بجرها وسحبها بعنف وهي مقيدة اليدين والقدمين، وبسبب القيود أصيبت بنزيف في قدميها.
ربا طالبة "علم الاجتماع"، كتبت قبل أيام من اعتقالها: "يولد الفرح من عمق الألم، و تصدح الكلمات من عمق الصمت".