الضفة المحتلة - قُدس الإخبارية: قبل أربع سنوات، بدأت المعلومات تتوالى من مدينة البيرة عن وقوع اشتباك مسلح بين مقاوم فلسطيني تحصن في أحد المنازل وقوة إسرائيلية خاصة تسللت إليه، وسرعان ما انقشع غبار المعركة بين الطرفين، ليتأكد خبر استشهاد المطارد باسل الأعرج، الذي كان قد غادر سجن السلطة الفلسطينية في أريحا إلى المطاردة، بعدما تمكن محققو المخابرات الفلسطينية من الوصول إلى معلومات عن مجموعته التي كان يُريد لها أن تكون مشروع عمل مقاوم في الضفة الغربية.
قصة باسل، تشبه قصص الكثير من المقاومين، الذين وقفوا بشكل غير مفهوم أمام محقق وقاض فلسطينيين، وتعرضوا لكل أشكال التعذيب، وفي النهاية وجهت لهم تهمة "تشكيل ميلشيات مسلحة وحيازة واستعمال السلاح"، وهذا ما ورد في لائحة اتهام الشهيد الأعرج ومجموعته المكونة من 5 شبان وهم: هيثم اسياج من الخليل ومحمد حرب من رام الله ومحمد السلامين من البيرة وعلي دار الشيخ من بيرنبالا.
الجديد الذي جاءت به السلطة الفلسطينية في قصة الشهيد الأعرج، أنها حاكمته بعد استشهاده بــ أسبوع واحد فقط، وهو ما أثار ردة فعل شعبية غاضبة، فتجمع المئات من النشطاء أمام مجمع المحاكم في رام الله رافضين لهذه الخطوة، التي تشكل ضربا بعرض الحائط كل المعاني الوطنية، لترد أجهزة الأمن الفلسطينية بقمعهم والاعتداء عليهم وضربهم، وكان من بين المعتدى عليهم والد الشهيد الأعرج.
لائحة اتهام الشهيد الأعرج التي ستظل في أرشيف محاكم السلطة؛ ستبقى إدانة كبيرة واسعة لهذا النهج الذي يحاكم الشهداء، ويتسبب في الكشف عن المعلومات التي تجعلهم عرضة للاغتيال والاعتقال، ثم يتركهم يواجهون الوحدات الخاصة الإسرائيلية على مرآه ومسمعه.