شبكة قدس الإخبارية

في ذكرى باسل الأعرج: حكاية العاشق الذي ذاب في فلسطين

فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: من داخل "سدة" في شقة تحصن فيها، قاتل باسل الأعرج قوات الاحتلال الخاصة، بالسلاح الذي طالما وصفه "بزينة الرجال" في سعيهم الطويل لتحرير البلاد من الاحتلال والاستعمار.

في السادس من آذار 2017، كان موعد باسل الأعرج مع الشهادة "معشوقته" التي تتبع أثر أصحابها في كتب التاريخ وعلى دروب البلاد، بعد شهور من المطاردة تمكن خلالها من الاختفاء عن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية التي لاحقته وضغطت على عائلته ووجهت التهديدات لها.

لم يكتفِ باسل بالتنظير والكتابة للمقاومة والنضال، بل انخرط في كل ساحة مواجهة مع الاحتلال، من الحراكات الشبابية إلى ساحات المواجهات، والتصدي لمخططات سرقة الأراضي والاستيطان، وصولاً للعمل العسكري والمطاردة.

على طريق مثقفين ومفكرين فلسطينيين انخرطوا في النضال (فتحي الشقاقي، غسان كنفاني، كمال ناصر، عبد العزيز الرنتيسي… وغيرهم)، رفع باسل شعار "بدك تصير مثقف، بدك تصير مثقف مشتبك، إذا ما بدك تكون مشتبك، لا منك ولا من ثقافتك، ولا في فايدة منك".

لم يستسلم باسل لليأس رغم صعوبة الظروف التي يعانيها الفلسطيني، بل بادر إلى العمل في الميدان، إيماناً منه أن الأمم لا تولد ولا تخرج من مأزقها سوى بالنضال ضد عدوها المركزي "إسرائيل".

 آمن باسل دائماً بمركزية "قضية فلسطين" في الصراع بين الحق والباطل في العالم، "حاول أن تتأكد أن أزمتك الوجودية فعلاً ترتبط بقضية سامية أكبر من أي صراع آخر، دع هذا الأمر في رأسك سيساعدك على تخطيه، دع فلسطين أمام عيونك".

كالصوفي الذي يتقلب في حضرة العشق الإلهي، ذاب باسل في قضية فلسطين، ناشطاً أو مؤرخاً أو باحثاً أو مقاوماً، كان يحث السعي خلف أرواح الشهداء الذين كتب عنهم، وفي تفاصيل المعارك والنضالات التي كتب عنها ونقلها للأجيال، كان يبحث بروحية المتعلم المتعطش للمعرفة التي سيواجه بها الاحتلال.

في الولجة قريته التي كتب عن "تغريبتها" بعد أن هجرت العصابات الصهيونية أهلها، وتطاردهم دولة الاحتلال اليوم على ما تبقى من أرضهم، تحول قبر باسل الأعرج إلى "مزار" لكل المتعطشين والعاشقين.

"وجدت أجوبتي" يقول باسل الأعرج في وصيته التي تقطر بحروف بسيطة عشقاً وصدقاً، وقبله وبعده مئات المناضلين والمقاومين الذين وجدوا الجواب على السؤال المركزي في حياة الفلسطينيين المعذبة منذ جاء الاستعمار إلى بلادنا: "المقاومة".

 

#فلسطين #الاحتلال #المقاومة #الولجة #باسل الأعرج