نابلس - قُدس الإخبارية: في تقرير بعنوان "في مخيم بلاطة.. يجري الاستعداد لمعركة الخلافة في حركة فتح"، بحثت صحيفة "لوموند" الفرنسية قضية الخلافات بين تيارات داخل فتح، في مخيم بلاطة شرق نابلس، والاستعدادات للانتخابات المرتقبة وما قد تحمله معها من تنافسات وتباينات جديدة.
وتطرقت الصحيفة إلى الاشتباكات التي اندلعت في المخيم، منذ شهور، بعد مقتل الشاب حاتم أبو رزق.
وقالت: منذ بداية فصل الخريف يعيش مخيم بلاطة (أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية)، على وقع حالة من الغليان بسبب رفع السلطة الفلسطينية من وتيرة الاعتقالات في هذه المنطقة، التي تم إنشاؤها للاجئين بعد حرب عام 1948، حيث يتجمع 27 ألف شخص في أقل من كيلومتر مربع واحد.
وتابعت: "كل توغل ينذر بتدهور الأوضاع بسبب عمليات تبادل إطلاق النار، وهو ما يتكرر بشكل منتظم، ويرد الشباب بإثارة الشغب في شوارع مدينة نابلس"، حسب وصفها.
وأشارت الصحيفة إلى "صراع خافت"، كما وصفته، داخل حركة فتح (الحزب الحاكم) مع اقتراب الانتخابات التشريعية والرئاسية، وهي الانتخابات الأولى منذ 2006.
وقالت إن الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية تراقب "الوضع بقلق"، واعتبرت أنها "تتوقع بداية صراع عنيف داخل فتح في ظل عدم توافق الحركة، على اختيار خليفة لرئيسها محمود عباس، البالغ من العمر 85 عاماً، والذي ليس له وريث طبيعي"، حسب وصفها.
وتطرقت "اللوموند" إلى حادثة مقتل الشاب حاتم أبو رزق، في تشرين الأول/أكتوبر 2020، ووصفته بأنه "ضحية شجار بين عائلات متناحرة". ونقلت عن محافظ نابلس إبراهيم رمضان، قوله إن "أبو رزق قُتل إثر عبثه بمتفجرات"، لكن رفاقه يؤكدون أن "عملية اغتياله كانت مدبرة من قبل الشرطة الفلسطينية"، وفقاً للصحيفة.
وفي شهادة لشاب من المخيم، قال إن "المسلحين الذين يسمونهم بالمراقبين يحرضون على العنف، وعندما يطلقون النار، يطلقونها من أجل القتل"، حسب وصفه.
ونقلت "اللوموند" عن محافظ نابلس، أن "أبو رزق حصل على أموال من محمد دحلان بهدف إحداث اضطرابات في المخيم، لكن ذلك لم يكن سبب وفاته".
واعتبرت أن السلطة تعاني من "فوبيا دحلان"، وقالت: يسبب هذا الاسم "دحلان" صداعاً حاداً للسلطة الفلسطينية.
وقالت إن دحلان يجد "تعاطفاً متزايداً" بين صفوف فتح في نابلس، وبين عناصر السلطة الذين وصفتهم "بالمحبطين والذين لم يعودوا خائفين من عمليات محاربة الفساد".
وتطرقت إلى أدوار دحلان في الإمارات والمنطقة وشرق إفريقيا، وقالت إن إعلان النظام الإماراتي التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي "أضر كثيراً بصورته في فلسطين، ومع ذلك يؤمن البعض بأن الرجل سيعود يوما إلى فلسطين ليقوم بدور المنقذ"، حسب وصفها.
ويرى محافظ نابلس أنه من "المحرج إعطاء محمد دحلان قدرا كبيرا من الأهمية"، وقالت إنه "لا يرغب في المبالغة في تقدير الاضطرابات التي تشهدها مدينته".
ونقلت عن المحافظ: "لماذا نخاف جميعا من دحلان؟ إنه فزاعة. نحن من ضخمنا صورته، إذ أننا نلومه على ما لا يمكننا مواجهته".
ويتهم المحافظ دحلان، وفقاً للصحيفة، بتوزيع الأموال في مخيم بلاطة، لتمويل المشاريع الاجتماعية وشراء الأسلحة، وتأجيج التوترات قبل الانتخابات، من أجل إيجاد مكان لنفسه في المشهد السياسي الفلسطيني.
وأشارت إلى أنها كانت قد التقت في 2016 بالشاب حاتم أبو رزق، وقالت: كان الرجل بالفعل عنصرا في كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، والتي تأسست خلال الانتفاضة الثانية، وبعد حلها رسميا في عام 2007، انضم رجالها إلى قوات الأمن الفلسطينية.
وأضافت: "هؤلاء الشباب لديهم عرّاب هو جمال الطيراوي، وهو عضو في تيار قوي داخل مخيم بلاطة، وعضو سابق في البرلمان الفلسطيني عن حركة فتح، وأحد الوسطاء الرئيسيين لمحمد دحلان في فلسطين"، حسب وصفها.
ويقول جمال الطيراوي إنه "يشعر بالقلق بشأن إمكانية أن تدفع حركة فتح ثمنا باهظا في هذه الانتخابات بسبب فسادها وبسبب البطالة الهائلة، وحتى داخل الحركة هناك الكثير من الناس الساخطين من الوضع الراهن".
ويصف محافظ نابلس، جمال الطيراوي بـ"صديق العشرين عاما"، وقالت: "لكنه يؤكد أنه لن يتردد في اعتقاله إذا انتقد الرئيس عباس".
وأشارت إلى "شباب مخيم بلاطة، فقد سجلوا بشكل جماعي في القوائم الانتخابية، ما يقرب من 90 في المئة، وعلى غرار كل الفلسطينيين يريدون التصويت".
وتناولت الصحيفة إمكانية ترشح القائد الأسير مروان البرغوثي للانتخابات الرئاسية، وقالت إن "الرجل المنفي دحلان يفضل دعم البرغوثي، كمنافس وحيد محتمل لعباس"، واعتبرت أن "هذا سيناريو مرعب بالنسبة للسلطة الفلسطينية".
ونقلت عن دبلوماسي أوروبي قوله إنه "إذا قرر البرغوثي أن يكون مرشحاً، فلن تكون هناك انتخابات، وسيلغيها محمود عباس ببساطة".