ما زال حادث قارب الصيد الذي استهدفه الاحتلال الإسرائيلي قبالة سواحل خان يونس في الأيام الأخيرة يشغل أوساطه الأمنية والعسكرية، وصولًا إلى قناعة مفادها أنه لم يدع مجالًا للشك أن وحدة الكوماندوز البحرية التابعة لحماس تواصل صقل قدراتها، وتسليح مقاتليها المهرة بأفضل المعدات، تحضيرًا لاستهدافها منصات الغاز، وتسلل قوات الكوماندوز عبر نفق سري لاستهداف الاحتلال.
شكلت حادثة القارب فرصة لسلاح البحرية وشعبة المخابرات الإسرائيليين كي يزيدا من مراقبتهما للمنظومة البحرية التي أنشأتها حماس، وطورتها، بزعم أن ذراعها البحرية مكونة من عشرات مقاتلي الكوماندوز، مع قدرة قتالية على الغوص باستخدام الغواصات والسفن السريعة والصغيرة، وبنية تحتية تدريبية قرب الساحل، تستثمر حماس فيها الكثير من الموارد لتجنيد وتدريب قواتها القتالية المتقدمة.
هذه المعدات مجهزة لشن هجمات بحرية تلحق الضرر بالأهداف العسكرية على الساحل الإسرائيلي، أو السفن البحرية، أو منصة الغاز الواقعة على بعد 21 كم من ساحل غزة، والبرنامج النهائي لها هو دخول (إسرائيل) من طريق البحر.
من أجل ذلك تستثمر حماس الكثير من الجهود في التزود بأسلحة متطورة، كأنظمة الغوص الحديثة، ويزعم الاحتلال أنها أقامت منشآت تدريب ومخازن ذخيرة على طول سواحل غزة لنشاطاتها البحرية الخاصة، في حين هاجمت (إسرائيل) مجموعات القوة البحرية للحركة كلما أطلقت صواريخ عليها في السنوات الأخيرة.
دأب جيش الاحتلال الإسرائيلي على استهداف قوارب وبرك تدريب وأنفاق سرية للمقاتلين الفلسطينيين، بهدف وضع المزيد من الصعوبات أمام بناء القوة البحرية لحماس، وتحييد القدرات التي تحاول تطويرها، في حين اعتادت حماس نشر مقاطع فيديو تظهر عناصر وحدتها البحرية، وهم يسبحون على متن قوارب، ويتفحصون شواطئ غزة، ويطلقون الصواريخ على طول الخط الساحلي.
لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يستذكر بكثير من الألم وخيبة الأمل ما قامت به وحدة بحرية تابعة لحماس حين شنت هجومها على قاعدة بحرية إسرائيلية قرب شاطئ زيكيم في حرب غزة 2014، إذ شوهد مقاتلوها يخرجون من البحر، ويواجهون الجنود الإسرائيليين تحت نيران كثيفة، وعثر على العديد من الأسلحة معهم، وفيها متفجرات وقنابل يدوية مصممة لاستخدامها في تنفيذ هجوم استراتيجي فاجأ (إسرائيل) مفاجأة كبيرة.
الخلاصة الإسرائيلية أن حماس لا تتوانى عن بذل جهودها المستمرة لإنتاج قدرات سرية وخاصة من شأنها أن تفاجئ البحرية الإسرائيلية، مثل زوارق متفجرة، ومواقع إطلاق صواريخ مضادة للدبابات من الشاطئ باتجاه السفن التي تقترب من شواطئ غزة، والألغام البحرية، وفي النهاية يعني كل ذلك أن حماس تواصل البحث عن طرق هجومية جديدة لمفاجأة (إسرائيل).