رام الله - خاص قدس الإخبارية: انتهى اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح، يوم أمس الخميس، بالتأكيد على أن الحركة ستخوض الانتخابات التشريعية في قائمة موحدة، لكن حقيقة ما يجري لا تشي بذلك، فلا الخلاف مع ناصر القدوة حُل، ولا المفاوضات مع الأسير مروان البرغوثي خرجت باتفاق معين، ولا نبيل عمرو حسم أمره بعد.
تؤكد مصادر مطلعة على ما يجري داخل حركة فتح لــ"شبكة قدس" أن اجتماع الرئيس محمود عباس مع القدوة حمل نفس لغة التهديد من الأول، الذي يعتبر أن تشكيل أي قائمة خارج قائمة فتح الرسمية، يعد انشقاقا يتحمل صاحبه عواقب وخيمة، وهو ما استدعى من الثاني التأكيد على أنه ماض في مشروعه.
وتقول المصادر إن القدوة لا يسعى لاستقطاب عناصر أو كوادر حزبية من داخل فتح أو أيا من الفصائل الفلسطينية، وإنما وسع مشاوراته واتصالاته مع قياديين سابقين في فتح وفصائل اليسار الفلسطيني وبعض الحراكات والتيارات الاجتماعية وكذلك المهنيين والخبراء والأكاديميين.
وتشير المصادر إلى أن القدوة يسعى لعقد لقاء عبر تقنية الزووم الأسبوع القادم لتوضيح طبيعة مشروعه، حيث أنه مصر أن يكون للقائمة مشروع متفق عليه من قبل أعضائها، قبل الدخول في حسابات الترتيبات الفنية والإدارية، وهذا ما يؤخر إعلانه عن وجود قائمة لخوض الانتخابات التشريعية.
ويبدو أن القدوة لن ينتظر نتائج المفاوضات بينه وبين البرغوثي، رغم أنه حريص على وجود الأخير معه في المشروع، الذي يرى أنه يجب أن ينفض الغبار عن مرحلة الفساد والإقصاء والتفرد بالقرار، لكن حتى يخرج البرغوثي بقرار نهائي من الانتخابات التشريعية تبعا لرد اللجنة المركزية على مطالبه، والتي من المفترض أن تبلغه به في 5 مارس القادم، فإن القدوة ماض في مساعيه، التي تقول المصادر إنه لن يتراجع عنها.
وتستبعد المصادر أن يكون هناك اتصالات بين القدوة ونبيل عمرو من جهة أو البرغوثي وعمرو من جهة أخرى، لأن الأخير يسعى بالأساس للحصول على موقع متقدم في قائمة فتح، وهو ما رفضته مركزيتها، رغم أنها أبدت استعدادها لضمه لقائمة الحركة الرسمية لكن ليس بشروطه، وبالتالي من المرجح من أن ينضم إلى قائمة يعد لها سلام فياض.
وإذا لم توافق اللجنة المركزية على شروط البرغوثي، وهو ما ترجحه المصادر المطلعة على نقاشات اللجنة المركزية لفتح، فإنه سوف يسعى لتشكيل قائمة تضم كوادر وقيادات من فتح لتخوض انتخابات التشريعي أو التوصل لصيغة تفاهم مع القدوة.
وتوضح المصادر أنه في حال لم تحسم فتح خلافاتها، فإنها ستخوض الانتخابات التشريعية بأربع قوائم، قائمة فتح الرسمية، قائمة مدعومة من محمد دحلان، قائمة القدوة، قائمة البرغوثي، وهو ما قد يدفعها لخيارات أخرى من بينها تأجيل أو إلغاء الانتخابات.
وفي وقتٍ سابق، أكدت مصادر لـ "شبكة قدس" أن كلمة السر التي يستخدمها الناطقون باسم حركة فتح للتعبير عن كل اجتماع يُعقد مع التيارات أو الشخصيات التي تنوي تشكيل قوائم منفصلة عن الحركة أو تغرد بعيدا عن خطها الرسمي، هو "التأكيد على وحدة فتح"، وذلك انسجاما مع أوامر صادرة عن قيادة الحركة بعدم الخوض في مناكفات مع تيار ناصر القدوة والأسير مروان البرغوثي، وحتى تيار محمد دحلان.
وأشارت المصادر إلى أن حركة فتح تسعى لاستنفاذ كافة المحاولات مع البرغوثي والقدوة، وإذا وجدت أن هناك صعوبة في معالجة أوضاعها الداخلية وتوحيد ذاتها قبل الانتخابات، فإنها وضعت مجموعة من السيناريوهات.