رام الله - خاص قدس الإخبارية: منذ إصدار الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرسوماً رئاسياً بإجراء الانتخابات العامة وتحديد مواعيدها سواء التشريعية أو الرئاسية أو المجلس الوطني، تصاعدت حملات الاعتقال في الضفة المحتلة.
وشهدت الفترة الأخيرة عمليات استدعاء واعتقالات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، شملت قيادات محسوبة على حركة حماس والجبهة الشعبية أو نواب في المجلس التشريعي الأخير، وسط تخوفات من تعاظم الحملة لتشمل باقي الفصائل الفلسطينية وشخصيات قيادية محسوبة عليه.
وحذر قياديون أن هذه الاعتقالات من شأنها المساس بالعملية الانتخابية من قبل الاحتلال، وهو ما يتطلب تدخلاً من قبل الجهات الدولية والسلطة الفلسطينية بمواقف رسمية وعملية.
حماس: الاعتقالات لن تفتت عزيمتنا
من جانبها، أكدت حركة حماس في بيان صحافي وصل "شبكة قدس" نسخة عنه أن اعتقال الاحتلال لقيادات الحركة في الضفة هو استهداف لمسار الانتخابات، مشيرة إلى أن ذلك لن يفت من "عزيمتنا ومضينا نحو ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني".
وقالت حماس إن "اعتقال قوات الاحتلال الليلة الماضية القيادي عدنان عصفور والنائب ياسر منصور يؤكد استهداف الاحتلال لمسار الانتخابات، مشددة على أن هذا الاستهداف لن يفت من عزيمة الحركة ومضيها نحو ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني على أساس الشراكة ومقاومة الاحتلال".
وأضافت: "سيظل قادة حماس وأبناؤها في مقدمة المدافعين عن حقوق شعبنا، وما قدمه القيادي عصفور ومعه ثلة من إخوانه من قادة الحركة من أعمارهم في سجون الاحتلال هو تأكيد أن مواجهة الاحتلال ومخططاته هي أولوية الحركة، وستواصل المضي بها مهما غلت التضحيات".
عدم الاستسلام للاعتقالات
في السياق، قال النائب في المجلس التشريعي فتحي القرعاوي إن الاحتلال لم يتوقف عن تنفيذ الاعتقالات قبل الانتخابات ولن يتوقف بعدها، وباستمرار يعكر صفو الساحة الفلسطينية بها، مشيراً إلى أن ما يفعله الاحتلال حالياً هو اعتقال أي شخصية يخشى من ترشحها للانتخابات.
وأضاف القرعاوي في تصريحات لـ "شبكة قدس": "الحركة تعودت على مثل هذه الاعتقالات وحينما أعلن أنه ستكون هناك انتخابات تم اعتقال أعداد كبيرة من المنتسبين للحركة في 2006 وحتى بعد النتائج، وعلينا عدم الاستسلام للاعتقالات".
وأكد على ضرورة أن يكون للسلطة الفلسطينية موقفاً سواء إعلامي أو من خلال الجهات الدولية لوقف مثل هذه الاعتقالات في ظل الظرف الذي تعيشه الساحة الفلسطينية والحديث عن الانتخابات، مبيناً أن الساحة الفلسطينية لم تكن يوما بها ظرف سياسي إيجابي.
وأشار القرعاوي إلى أن خيار الانتخابات خيار جيد من بوابة التجديد في القيادات والشخصيات الموجودة، ولكن على الفصائل الفلسطينية أن تتدارس فيما بينها حول كيفية منع الاحتلال من التأثير على مجريات الانتخابات.
وبشأن الحديث عن بدائل للنواب الذين يتم اعتقالهم علق قائلاً: "هذه الخطوة يجب أن تتم بالتوافق وستكون إيجابية فيما لو تم اعتمادها من الفصائل الفلسطينية، فالمجلس السابق تعرض النواب لأوسع عملية اعتقال وتم شل حركة المجلس بعد جلستين فقط".
الجبهة الشعبية والاعتقالات
من جانبه، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول إن الاعتقالات الإسرائيلية بالأساس هي سياسة إسرائيلية متبعة وعامة في الضفة المحتلة من خلال ملاحقة مختلف الكوادر والعناصر المحسوبة على الفصائل.
وأضاف الغول لـ "شبكة قدس": "الاعتقالات الآن تتزامن مع ترتيبات الفصائل الفلسطينية من أجل إعداد قوائم الانتخابات وهي بهدف إرباك المشهد وجعل القاعدة الشعبية للفصائل تشكك في إمكانية حدوث الانتخابات بفعل محاولات التشويش".
وواصل القيادي في الجبهة الشعبية قائلاً: "المطلوب الآن هو تحويل الانتخابات لمواجهة سياسية مع الاحتلال الإسرائيلي وعدم السماح له بالتشويش على محاولات تحقيق الوحدة والمصالحة عبر مسار الانتخابات العامة المقررة إجراؤها".
وكشف القيادي الفلسطيني عن وجود نقاشات جرت بين الفصائل في القاهرة مؤخراً للتوافق على قرار باستبدال النواب الفائزين بالانتخابات بآخرين من نفس القائمة المترشحين عنها حال قام الاحتلال الإسرائيلي باعتقال أي منهم، مشيراً إلى أن هذا المقترح الأقرب للاعتماد والتنفيذ خلال الفترة المقبلة.
الاحتلال لا يريد تكرار نتائج 2006
في السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي عماد أبو عواد إن الاعتقالات الأخيرة التي يقوم الاحتلال مرتبطة بالانتخابات بشكل كبير، إذ أن الأحتلال لا يريد لهذه الانتخابات أن تفرز عن نتائج مشابهة أو قريبة لنفس الشكل الذي كان عام 2006.
وأضاف أبو عواد لـ "شبكة قدس" : "باعتقادي أن الاعتقالات ستؤثر على الانتخابات، وتضعف قدرة الإسلاميين على ترتيب قائمة ومرشحين ومراقبين أمام الصناديق، أو حث الناس على انتخاب حركة حماس في هذه الانتخابات".
وعن إمكانية تعطيل الاعتقالات للمسار الانتخابي، رأى أبو عواد أن السلطة هي من ستعطل المسار الانتخابي إذا شعرت أنها لن تحصل على نسب الفوز أو إذا واصل مروان البرغوثي الإصرار على الترشح للانتخابات الرئاسية.
الاحتلال يريد العبث بالانتخابات
النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني والقيادي في حركة حماس نايف الرجوب قال إن أي عملية انتخابية في ظل القمع والاعتقالات، والاعتقالات السياسية لن تكون نزيهة وحرة ولن تكون معبرة عن رغبة وطموح الشعب الفلسطيني.
وأضاف الرجوب لـ "شبكة قدس": "بالتأكيد هناك قيادات تم اعتقالهم على خلفية الانتخابات ولا تخلو أي مدينة في الضفة من هذه الاعتقالات، وأوضح أن الاحتلال يريد أن يعبث بالعملية الانتخابية والعبث بالنتائج بشكل واضح وبين".
وتابع قائلاً: "أتصور أن الاعتقالات إذا ما استمرت وأخذت طابعاً شاملاً في مختلف المدن والقرى والمحافظات فإن المطلوب أن يكون هناك مراجعة داخل الفصائل الفلسطينية، بما يعني حجم المشاركة وكيفيتها وشكلها كذلك"، مؤكداً على أن الاحتلال يعتقل بسبب وغير سبب والأصل أن يكون للسلطة رد واضح لأن ما يجري هو تعطيل واستهداف واضح للعملية الانتخابية.