شبكة قدس الإخبارية

"إسرائيل" تُدرب الشرطة المكسيكية على مكافحة التمرد

هيئة التحرير

يبدو أن "خبرة إسرائيل" الطويلة في قمع الشعب الفلسطيني ومكافحة تمرده بدأت بتصديرها إلى الخارج. فقد نشرت صحيفة مكسيكية في أيار الماضي خبراً عن عسكريين إسرائيليين يقومون بتدريب الشرطة المكسيكية لمكافحة التمرد في "تشياباس". وقد تحدث المسكيكي "خورخي يابين أباركا" المُعين حديثاً في جهاز الأمن العام في ولاية تشياباس المكسيكية، عن وجود محادثات بين مكتبه  ووزارة الحرب الإسرائيلية تتركز حول التنسيق الأمني ​​على مستوى أجهزة الشرطة والسجون والاستعمال الفعال للتكنولوجيا.

وقد صرح أباركا أن اتصالاته الأخيرة مع الإسرائيليين "تركزت على تبادل الخبرات". وقد تكون هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها الحكومة المكسيكية عن تنسيقها العسكري مع الإسرائيليين في تشياباس. وولاية "تشياباس" هي موطن جيش الثاباتيستا للتحرير الوطني، وهي حركة تحررية غالبية سكانها من الهنود المايا، تلقت دعماً دولياً أولياً منذ حملها للسلاح ضد الحكومة المكسيكية في سنة 1994. و قد استرجع الثاباتيستاس مناطق واسعة شيدوا عليها انطلاقا من ذلك الحين تعاونيات تكافلية، ومدارس محلية، وعيادات اجتماعية.

ومع تعيين "يابين أباركا" في ديسمبر الماضي كرئيس جهاز الأمن، عبرت مجموعة من منظمات حقوق الإنسان عن قلقها حول إمكانية تصاعد وتيرة العنف، مشيرة إلى سجله الحافل بالاعتقالات التعسفية، والتهديدات التي يطلقها بالتعذيب والموت.

تاريخ قديم من التنسيق الأمنيّ

يذكر التقرير المكسيكي أن الشركات الإسرائيلية شرعت منذ عام 1950 في تصدير الأسلحة إلى أمريكا اللاتينية، بما في ذلك نيكاراغوا و جمهورية الدومينكان بالتزامن مع حكم ديكتاتوريات سوموثا و تروخييو. وبعد حرب 1967 و ما تلاها من حظر للأسلحة الفرنسية، وقعت استثمارات حكومية ضخمة في مجال صناعة الأسلحة. و قد تم تصدير الأسلحة، إرسال عناصر الشرطة وفرق التدريب الإسرائيلية لما لا يقل عن 140 دولة.

أما المكسيك فقد تلقت السلاح الإسرائيلي منذ عام 1973، وذلك بشراء خمس طائرات إسرائيلية الصنع. وعام 2003، قامت المكسيك بشراء مروحيات كانت تستعمل سابقا في جيش الاحتلال الإسرائيلي وصواريخ غابرييل. وفي نفس العام استفادت شركة الأمن الإسرائيلية مغال من واحدة من بين عدة عقود خاصة بأنظمة المراقبة "لحماية المنشآت الحساسة في المكسيك".

في سنة 2004، قامت شركة شيبياراد الإسرائيلية ببيع سفن تتوفر على منصات لإطلاق الصواريخ، و بعد ذلك استفادت شركتي صناعات الفضاء الإسرائيلية و شركة أنظمة إيلبيت من عقود تزويد الشرطة الفيدرالية والقوات المسلحة المكسيكية بطائرات بدون طيار مخصصة لمراقبة الحدود و التراب الوطني. كما فازت شركة أنظمة بيرنت، و هي شركة مختصة في التكنولوجيا أسست من طرف عناصر سابقة في جيش الاحتلال الإسرائيلي بمجموعة من العقود المدعمة من طرف الولايات المتحدة الأمريكية منذ سنة 2006 بهدف التجسس على نطاق واسع على أنظمة الاتصالات المكسيكية.

حسب بعض وثائق وكالة الاستخبارات العسكرية المكسيكية التي رفعت عنها السرية مؤخرا فإنه تم إرسال فرق تدريب إسرائيلية بطريقة سرية إلى تشياباس عقب انتفاضة الثاباتيستاس في 1994 و ذلك لغرض"تدريب الجيش و قوات الشرطة المكسيكية".

تسويق "الاستقرار"

في الواقع إن "خلق جو من الاستقرار" كان هو الهدف المعلن عنه عقب الاتصالات الأخيرة بين المكسيك و"إسرائيل"، أو على الأقل أن الرغبة في تصور ذلك يمكنه أن يساعد على فهم سبب الإفصاح العلني عن الوجود الإسرائيلي في تشياباس. إن التعامل مع التصورات لا يمكنه أن يكون إلا هدف قصير المدى بالنسبة لحكومتين تتقاسمان نفس الطموح: سحق الانتفاضة. و على هذا النحو كما تتقاسم "إسرائيل" تجاربها العسكرية ضد الفلسطينيين مع المكسيك، فمن المرجح أيضا أن تطبق "إسرائيل" بعض التكتيكات المكسيكية ضد التمرد من اجل قمع الشعب الفلسطيني.

إن العلاقة بين "إسرائيل" و المكسيك هي القاعدة التي سمحت لثباتيستاس بأن يدركوا منذ زمن طويل علاقتهم بالنضال الفلسطيني. وقد تم التأكيد على ذلك من قِبل الناطق باسم حركة الثاباتيستاس القائد ماركوس، أثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة نهاية عام 2008. فعلى رغم المسافة التي توجد بين تشياباس و غزة، أكد القائد ماركوس أن تجاربهما جعلت شعبي البلدين يشعران بالقرب من بعضهم البعض.

*الصورة: "يارون يوغمان"، ممثل وزارة الحرب الإسرائيلية يزور المكسيك، و يجتمع مع رئيس الأمن العام، خورخي لويس يابين أباركا.