رام الله - قُدس الإخبارية: "حتى الآن نشعر كأن الخبر مجرد كذبة"، يقول نجل الشهيد بلال بواطنة الذي ارتقى جراء تعرضه للدهس من قبل مستوطن، في الأغوار، يوم أمس.
ويؤكد عبد الرحمن بواطنة أن خبر استشهاد والده وقع عليهم "كالصاعقة"، ويضيف: "لكن الحمد لله الذي منَ على والدي بالشهادة".
ويتابع في حديث "للجزيرة مباشر": "رأينا صورته الأخيرة قبل الاستشهاد التي نشرها الأصدقاء كان مبتسماً والوجه يشع بالنور".
وكان بلال قبل استشهاد في تجوال بالأغوار الفلسطينية مع مجموعة من رفاقه، قبل أن ينقض عليهم مستوطن بمركبته ويحول النزهة إلى جنازة.
من جانبه، قال صالح بواطنة شقيق الشهيد إن "نسيب" العائلة هو من أبلغه بالخبر، وأضاف: "اتصل بي نسيبنا من بير نبالا وأخبرني أن بلال في حالة صعبة ولم يقل لي إنه قد استشهد، وطلب مني التوجه إليه، فقلت له فوراً: طالما طلبت مني الحضور إذا أبو العبد قد توفي".
يؤكد بواطنة أن الخبر كان "صادماً وقاسياً" على العائلة، والصعوبة الأخرى كانت في "الطريقة التي سيبلغ فيها والدته بخبر استشهاد بلال".
ويتابع: "بلال ربيته منذ كان طفلاً بعد أن توفي والدنا ونحن صغار، ثم تشاركنا في العمل، وكان صاحب خلق عظيم ومتدين ومحبوب من الجميع، ولم أسمع يوماً أنه أغضب أحد أو دخل في شجار مع أي شخص".
ويروي سامح الريماوي وهو شاهد عيان على الحادث، أن الشهيد بلال خرج في مسار إلى الأغوار حيث اعتاد أصدقائه على تنظيم مسارات في الضفة المحتلة، وهو المسار الأول الذي يشارك فيه منذ عام.
وأضاف: كنَا مجموعة من الشبان نسير خلف بعضنا وفجأة اصطدمت مركبة مسرعة بمجموعة منهم، ويمكن القول أن الشهيد بلال فارق الحياة على الفور، وقد بقي جثمانه على الأرض لمدة ساعة بحجة أن هناك إجراءات يجب أن تقوم بها الشرطة.
وأشار إلى أن الجريح راسم فرحات الذي أصيب بعد تعرض المجموعة للدهس من المستوطن، شارك للمرة الأولى في المسارات حيث قدم من الولايات المتحدة مؤخراً، ويخضع حالياً للعلاج في مستشفى "رمبام" بالداخل المحتل، بينما نُقل الجريح شادي أبو غوش إلى مستشفى "العفولة".
وضاعف المستوطنون خلال الشهور الماضية من اعتداءاتهم بحق الفلسطينيين، في الضفة والقدس، بحماية من قوات الاحتلال.
اللحظات الأخيرة للشهيد بلال بواطنة