القدس المحتلة - قُدس الإخبارية: وثّقت شبكة "القسطل" المتخصصة بشؤون القدس انتهاكات الاحتلال منذ الأول من شهر كانون ثاني/ يناير وحتى الحادي والثلاثين من الشهر ذاته في مدينة القدس المحتلة وضواحيها، من عمليات اعتقال للمقدسيين واقتحام منازل وهدم منشآت، إلى جانب الاعتداء المتواصل على المسجد الأقصى المبارك من قبل شرطة الاحتلال والمستوطنين.
شهداء وإصابات
استُشهد الأسير المحرّر محمد صلاح الدين من بلدة حزما شمالي شرق القدس المحتلة، نتيجة الإهمال الطبي المتعمّد من قبل إدارة معتقلات الاحتلال إثر إصابته بمرض السرطان أثناء تواجده في الأسر.
أمّا الإصابات، فلم يتوقف الاحتلال عن استهداف المقدسيين سواء من يعيشون داخل الجدار أو خارجه، من خلال إلقاء القنابل الصوتية والغازية باتجاههم ومنازلهم، ما أدى إلى تسجيل إصابات بالاختناق لا يُمكن حصرها.
ووثّقت “القسطل” إصابة ثلاثة شبّان برصاص الاحتلال؛ حيث أُصيب مُسعف أثناء عمله في بلدة كفر عقب (شمالًا)، وشاب في بلدة حزما (إلى الشمال الشرقي)، والشاب عبيدة الطويل– من ذوي الاحتياجات الخاصة– تم إطلاق النار عليه قرب حاجز “إسرائيلي” في العوجا بأريحا وهو من بلدة سلوان (جنوبي المسجد الأقصى)، إضافة إلى إصابة سيّدة وطفليها بقنابل الصوت في قرية العيساوية شمالي شرق المدينة.
كما أُصيب الشابان المقدسيان؛ علي الطويل وأحمد الشيخ علي جرّاء اعتداء مستوطنين عليهما في القدس ونابلس.
وادّعى الاحتلال محاولة ثلاثة شبان تنفيذ عمليات ضدّه خلال شهر كانون ثاني، فاعتقل شابًا على حاجز قلنديا (شمالًا) حيث زعم الاحتلال وجود إصابة طعن لحارس أمن “إسرائيلي”، واعتقلت آخر من شارع يافا (غربًا) بزعم حيازته “سكّينًا”، وادّعت محاولة مقدسي تنفيذ عملية دهس بمركبته في بلدة الطور (شرقًا).
نقاط التماس مع الاحتلال
لم تهدأ المدينة المقدّسة منذ بداية العام الجاري 2021، وتكثّفت اقتحامات قوات الاحتلال لبلدات وقرى القدس خلال شهر كانون ثاني، لتتصدّر العيساوية المشهد من حيث مرّات الاقتحامات التي باتت متكرّرة، وعلى مدار اليوم.
وتم تسجيل 37 نقطة تماس مع الاحتلال في كل من؛ العيساوية، الطور، مخيم شعفاط، حزما، البلدة القديمة، أرض السمار (مستوطنة التلة الفرنسية)، جبل المكبر، سلوان، بدّو، مستوطنة “بيت حوشن”، وحاجز قلنديا العسكري، وجميعها نقاط متكرّرة بشكل شبه يومي طوال شهر كانون ثاني.
ولم يتوقّف الشبان عن مـقاومة الاحتلال الإسرائيلي، من خلال رشق الحجارة والألعاب النارية والزجاجات الحارقة، بعضها أدى إلى إصابة مُباشرة لمركبات الاحتلال والمستوطنين أيضًا، خاصة في بلدتي العيساوية والطور.
اعتقالات متواصلة
وثّقت "القسطل” اعتقال قوات الاحتلال نحو 160 فلسطينيًا من مدينة القدس المحتلة وضواحيها من بينهم فتية وأطفال ما دون الـ11 من العمر، وذلك خلال شهر كانون ثاني/ يناير.
وأوضحت أن من بين المعتقلين، ستة من السيّدات والشابات من بيت حنينا (1)، العيساوية (2)، جبل المكبر(2)، الولجة (1).
وتعرّض معظم المعتقلين خاصة الأطفال والشبّان لاعتداء وحشي وهمجي من قبل قوات الاحتلال أثناء الاعتقال والتحقيق معهم أيضًا، وبدت على وجوههم بعد الإفراج عنهم آثار الاعتداء، بعضهم تم تحويله للحبس المنزلي، وآخرون ما زالوا قيد التوقيف والتحقيق، والبعض الآخر تم الحكم عليهم بالسجن الفعلي بتهمة “مقــاومة” الاحتلال.
انتهاكات الاحتلال في المسجد الأقصى
وفقًا للتوثيق اليومي لشبكة "القسطل”، فإن 748 مستوطنًا اقتحموا المسجد الأقصى المبارك خلال شهر كانون ثاني/ يناير، في الوقت الذي تمنع فيه من يسكنون خارج البلدة القديمة من دخول المسجد الأقصى والصلاة فيه.
وتسمح شرطة الاحتلال للمستوطنين باقتحام الأقصى خلال فترتين، صباحية ومسائية، حيث تتم الجولات بحماية عناصر من شرطة الاحتلال وقواتها الخاصة المدججة بالسلاح.
ولم تتوقف انتهاكات شرطة الاحتلال في المسجد، حيث نُفّذت عمليات مسح في عدد من مرافق المسجد الأقصى، كما لم تتوقف الأعمال والتجريف في حائط البراق والسور الجنوبي، إضافة إلى منع موظّفي لجنة الإعمار من إتمام أعمال الصيانة في قبة الصخرة المشرّفة لعدّة أيام، إلى جانب اقتحام المصليّات المسقوفة بشكل مستمرّ.
واعتقل الاحتلال خلال شهر كانون ثاني عددًا من موظفي دائرة الأوقاف الإسلامية أثناء عملهم في المسجد الأقصى، واستدعت آخرين للتحقيق معه، ضمن سلسلة التضييق المُعتادة من قبل شرطة الاحتلال عليهم.
أمّا عن قرارات الإبعاد عن المسجد الأقصى ومداخله، فقد أبعدت شرطة الاحتلال 6 مقدسيين عنه لمدد تراوحت ما بين أسبوع إلى ستة أشهر، من بينهم ثلاثة من حراس المسجد الأقصى، وهم؛ عصام نجيب، صامد عسيلة ويزن طقّش، أمّا بقية المبعدين فهم؛ رامي الفاخوري، جهاد قوس، وفاطمة خضر.
يُشار إلى أن شرطة الاحتلال عملت على تفريغ المسجد الأقصى ومنعت المقدسيين من الدخول إلى البلدة القديمة والصلاة في المسجد الأقصى بحجة الإغلاقات التي فرضتها حكومة الاحتلال على القدس والداخل المحتل، إلّا أن التشديد فعليًا وبحسب أهل المدينة لم يكن على كافة المناطق، بل كان التضييق على شرقي القدس وبلداتها وأهلها.
الهدم والتشريد والإخلاء
سلّمت طواقم بلدية الاحتلال عشرات المقدسيين إنذارات هدم لمنشآتهم السكنية والتجارية والزراعية، كما هدمت عدّة منشآت في القدس وضواحيها بحجة “عدم الترخيص”.
واستهدفت طواقم “الطبيعة” التابعة لبلدية الاحتلال أراضي وادي الربابة في بلدة سلوان بالتجريف عدّة مرات خلال كانون ثاني، إلى جانب الاعتداء على أصحاب الأراضي الذين تصدّوا لعمليات التجريف.
أمّا عن عمليات الهدم الذاتي، فقد أجبرت بلدية الاحتلال المقدسي حاتم السلايمة على هدم أجزاء من منزله في حي رأس العامود بسلوان، كما أجبر الاحتلال أهالي بلدة الجيب على إزالة كرفانٍ، عبارة عن مسجد صغير يخدم أهل البلدة.
وهدمت آليات الاحتلال وجرّفت عدّة منشآت في القدس المحتلة وضواحيها على النحو الآتي؛ بركسات في عناتا (شمال شرق القدس)، بركسات في النبي صموئيل (شمال غرب القدس)، بركسات في بيت إكسا (إلى الشمال الغربي)، سور يُحيط بأرض في عناتا، هدم صرح شهيد في بيت حنينا (شمالًا)، هدم اسطبل للخيول في عناتا، هدم منزل في الولجة (جنوب القدس)، هدم كرفانات في الخان الأحمر (شرقًا)، هدم بركسات في بريّة السواحرة (إلى الجنوب الشرقي).
كورونا وأسرى القدس
منذ بداية العام الجاري وحتى انتهاء شهر كانون ثاني، وثّقت “القسطل” إصابة 15 أسيرًا مقدسيًا في سجون الاحتلال بفيروس كورونا الذي انتشر بشكل كبير بين الأسرى في المعتقلات “الإسرائيلية”.
بدت على بعضهم الأعراض، وتم عزلهم في أقسام خاصة، إلّا أن بعضهم احتاج إلى تدخل طبي ونقلٍ إلى مشافي الاحتلال للعلاج من الفيروس.
الأسرى الذين أُصيبوا بالفيروس هم؛ نضال مشعل، لؤي أبو نجمة، مراد مسك، أكرم القواسمي، علاء الدين العباسي، نصري عاصي، رائد أبو حمدية، أيمن سدر، أدهم الرشق، بلال غانم، أحمد بديع حسين، أحمد عبيد، أحمد سعادة، محمد عودة، ومحمد السلايمة.