"عندما تصمت النسور ، تبدأ الببغاوات في الثرثرة" (تشيرشل).
حين صمتت بنادقنا بعد حرب بيروت سنة 1982 ودخلت منظمة التحرير وفصائلها الوطن أسيرة في زنزانات خمس نجوم، ابتدأت تثرثر بالمفاوضات والتنسيق الأمني مدة 27 سنة حول المشروع الوطني والسلام وحل الدولتين. راحت عليهم. زنزانتهم ستصبح نجمة واحدة ثم معتقل ثم اغتيال.
حين ماتت قيادات الشعب الفلسطيني وآخرهم أبو عمار واحمد ياسين وغاب صوتهم الثوري بدأت الامارات والبحرين والسودان والمغرب بالثرثرة مع الكيان الصهيوني حول التطبيع والاقتصاد. راحت عليهم. حين يُرْبَط العجل بخزام في انفه يقودوه الى المسلخ.
حين صمتت بنادقنا في الضفة الغربية وصار المقاوم والبندقية إرهابيا وغير شرعي في نظر السلطة، والمفاوضات أصبحت مقدسة، ارتفع صوت ثرثرة 700 الف مستوطن في الضفة الغربية. راحت علينا. رام الله ستصبح مستوطنة في ارض إسرائيل.
حين صمتت منظمة التحرير عن المقاومة المسلحة "ودّلّعّتْ" صفقةُ القرنِ لسانَها استهزاء بنا، صارت اللغة العبرية هي لغة القدس الرسمية. خسئت إسرائيل ستبقى لغة القدس هي اللغة العربية لأنها لغة الأقصى والقيامة.
لكي يسكت جميع المثرثرين وتصبح ثرثراتهم عُصافةً، يجب أن تتكلم نسور المقاومة وتزغرد بنادقهم. " وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ".