فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: وجه رئيس أركان جيش الاحتلال، أفيف كوخافي، "تهديداً" للمدنيين في غزة ولبنان بدمار شديد سيلحق بهم في أية حرب قادمة، حسب مزاعمه.
تهديدات كوخافي بمهاجمة المنازل والمدنيين الفلسطينيين واللبنانيين، جاءت خلال مشاركته في المؤتمر السنوي لمعهد أبحاث الأمن القومي في جامعة "تل أبيب".
لم تحمل تصريحات كوخافي جديداً بخصوص الاستراتيجية العسكرية التي يتبعها جيش الاحتلال، منذ بداية الصراع مع العرب والفلسطينيين، في إطار الاستهداف المستمر للمدنيين وقتل الأطفال والنساء والعزل.
يعتمد الاحتلال في حربه على العرب والفلسطينيين على "الحرب النفسية" أولاً ثم على "ترويع المدنيين" وألحاق أضرار بالبنية التحتية المدنية، بهدف دفع المجتمع والحواضن الطبيعية التي تناصر المقاومة، إلى الاحتجاج على أي فعل معادٍ للاحتلال، وزرع "الخوف" مستقبلاً من الإقدام على المقاومة.
ارتكب الاحتلال جرائم ومجازر بحق المدنيين يعجز البحث الواحد عن حصرها، في الأردن وخاصة القرى الحدودية خلال العمل الفدائي فترة الستينات والسبعينات، وفي جنوب لبنان، وقبلها بفلسطين، وخلال حروبه على قطاع غزة قتل آلاف الأطفال والنساء والمسنين.
قبل سنوات، دخل إلى القاموس العسكري والإعلامي الإسرائيلي مصطلح "عقيدة الضاحية" الذي يعني تدمير التجمعات السكنية الفلسطينية والعربية، خلال أية مواجهة مع المقاومة، وهو ما شهدناه في لبنان وغزة، حيث مسح طيران الاحتلال أحياء كاملة وقتل عائلات بكل أفرادها.
لكن "أدوات" الاحتلال الإعلامية التي تحاول تصوير "المقاومة" كسبب في هذه المجازر، لا يجب أن تنسي العربي والفلسطيني أن تراكم قوة المقاومة هي ما تردع الاحتلال عن الاستمرار بارتكاب الجرائم، ورسمت أمامه خطوطاً حمراء كثيرة كانت في عقود سابقة، لا تخطر على بال أحد من قياداته، مثل أن يمنع من اجتياز حدود لبنان أو غزة إلا بأثمان باهظة بمعداته وجنوده، وهذا خلقته المقاومة الفلسطينية والعربية المتراكمة منذ أكثر من 70 عاماً.
يدرك جيش الاحتلال وقيادته، وفق ما يؤكده محللون إسرائيليون، أن القوة التكنولوجية والتدميرية التي يمتلكها الجيش ليس كافية لوحدها "للفوز بالحرب" أو تحقيق "الحسم" على فصائل المقاومة، التي راكمت خبرات واسعة في ميادين القتال، وطورت أدوات قادرة على إلحاق خسائر فادحة بدولة الاحتلال، التي لا تمتلك العمق الكافي لحمايتها من رشقات صاروخية قد تعطل الحياة فيها لشهور.
كما يواجه جيش الاحتلال إشكاليات "عميقة" في وحداته البرية التي يعمل منذ سنوات على علاج "ضعفها"، الذي ظهر جلياً في الحروب الأخيرة بالمنطقة، التي أحدثت تغييراً على العقيدة العسكرية الإسرائيلية التي لم تعد تملك القدرة على نقل المعركة إلى أرض العدو فقط، وحسمها سريعاً، بل أصبحت الصواريخ تفرض "حظر تجول" على المدن الإسرائيلية في فلسطين المحتلة، بالإضافة للتخوفات من وجود وحدات لدى المقاومة تتدرب على اقتحام المستوطنات واحتجاز رهائن.
كوخافي الذي كان أحد الضباط المتواجدين خلال فترة احتلال جنوب لبنان، وشهد على مقتل "صديقه" إيرز غيرشتاين قائد قوات الاحتلال في المنطقة، ثم الانسحاب "المذل" كما وصفه القادة والإعلام الإسرائيلي، يدرك أن المنطقة تغيرت ولم يعد للاحتلال "اليد الطولى" التي تضرب دون دفع ثمن، وهو ما يعمل على "تأجيل" دفعه من خلال استبعاد خيار الحرب حالياً.