السويد - خاص قدس الإخبارية: تجذب الرسومات الكاريكاتورية التي يرسمها الشاب الفلسطيني محمود نعيم عباس الكثير من المتابعين من مختلف دول العالم العربي نظراً لمواكبتها الأحداث وعرضها بأفكار غير مألوفة ما يخلق جدلاً كثيراً حولها.
وحفز استشهاد والد وأشقاء الفنان الكاريكاتيري للاتجاه أكثر لهذا الفن في أعقاب حرب غزة التي شنتها نهاية عام 2008 وبداية 2009، تطورت مهارته خلالها كثيراً حتى أصبحت أعماله تتناقلها مواقع التواصل والمؤسسات الإعلامية على اختلاف تصنيفها محلياً وعربياً.
ويرى الشاب عباس أن استشهاد والده وأشقائه كان بمثابة الدافع للتمرد على الواقع والاضطهاد الذي يعيشه الشعب الفلسطيني بفعل ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه المستمر، ما شكل حافزاً إلى جانب مهارته ليسير في طريق الرسم الكاريكاتيري.
ولا تقتصر الرسومات الكاريكاتورية التي يرسمها الشاب عباس على الشأن الفلسطيني المحلي إذ تتنوع لتشمل أحداثاً سياسية أو اجتماعية مرتبطة بالملف العربي تعبيراً عن الحالة العامة التي يعيشها المواطن العربي مع سيل القضايا اليومية.
ويقول عباس لـ "شبكة قدس" إن المواضيع التي تجذبه لوحدها يقوم بالرسم عنها دون أن يكون هناك آلية معينة لانتقاء الرسومات أو الموضوعات، شريطة أن يلفت الأمر انتباهه ليباشر الرسم عنه دون أي ترتيب مسبق للقيام بهذا العمل.
ويضيف الفنان الفلسطيني: "أكثر المواضيع التي رسمت عنها في الفترة الماضية هي ما يشغل الرأي العام مثل التطبيع مع الاحتلال، ووباء كورونا، معاناة اللاجئين في المخيمات وخصوصا في البرد الشديد"، مستكملاً: "تطور الكاريكاتير كانت نتيجة للممارسة الطويلة وكثرة الأحداث في الأونة الأخيرة وسرعتها".
وعن طبيعة عمله في الرسم الكاريكاتيري، يوضح الشاب عباس أنه في بعض الأحيان كانت تمر عدة أحداث كبيرة في اليوم الواحد، ودوره كرسام أن يرسم عنها كلها، مضيفاً: "مع كثرة الممارسة بالتأكيد سيكون هناك تطور".
ومن الأشياء التي تجذب الرسام عباس للرسم هي ما تستفز مشاعره مثل العنصرية والتطبيع بالإضافة إلى موضوعات أخرى، مشيراً إلى أنه لا يعتبر أن هناك صعوبات بالرسم، ولكن هناك خطوط حمراء بالنسبة له لا يستطيع تجاوزها مثل ازدراء الأديان أو التطبيع لرئيس أو زعيم دكتاتوري.
وبشأن التعليقات أو الانتقادات يعلق قائلاً: "الهجمات المنظمة أو غير المنظمة التي تشن على خلفية رسوماتي تؤكد صحة ما أقوم به وصوابه، ففن الكاريكاتير خلق أصلا لإثارة الجدل ولفت انتباه المجتمع نحو قضية ما".
ومن الدوافع التي تشكل وقوداً للرسام عباس لمواصلة الرسم أنه سلاح قوي ومشروع يمكنه من إيصال رسالة الكثيرين ممن لا صوت لهم كاللاجئين أو المضطهدين وغيرهم.
وكثيراً ما تعرض الرسام عباس للهجوم على خلفية أعماله خصوصاً تلك المناهضة لقطار التطبيع العربي الذي سلكته دول عربية وخليجية في الآونة الأخيرة كان من أبرزها الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، إلى جانب الأعمال المرتبطة بواقع الحريات في الوطن العربي.
عباس الذي أثار الجدل في الآونة الأخيرة ليتربع على قائمة رسامي الكاريكاتير على محركات البحث على الشبكة العنكبوتية تعرض كثيراً للهجوم، من قبل مؤيدي بعض الأنظمة العربية والخليجية على وجه الخصوص