ترجمة خاصة: قدس الإخبارية: اعتبر المحلل العسكري للقناة "13" العبرية، ألون بن دافيد، أن التهديد الاستراتيجي الخطير على كيان الاحتلال ليس في سوريا بل في لبنان، في إشارة إلى الصواريخ الدقيقة التي يعمل حزب الله لانتاجها.
وأضاف في مقال له بصحيفة "معاريف"، أن حكومة الاحتلال تستغل الأيام الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتوجيه ضربات قوية ضد التواجد الإيراني في سوريا، حسب وصفه، تزامناً مع القلق المتزايد لدى "إسرائيل" من إمكانية عودة بايدن للاتفاق النووي مع إيران.
وزعم بن دافيد أن الضربات المتكررة التي نفذها جيش الاحتلال في سوريا نجحت "بتشويش خط نقل السلاح براً وجواً من إيران لحزب الله"، لكنها لم تمنع الحزب من استمرار "العمل على بناء معامل لصنع الصواريخ الدقيقة في لبنان".
وكشف أن طائرات مسيرة انتحارية هاجمت في صيف 2019 معدات لتصنيع وقود الصواريخ في بيروت، وزعم رئيس وزراء الاحتلال، بينامين نتنياهو، في خطابين له أن حزب الله يعمل على تصنيع الصواريخ الدقيقة داخل موقعين في لبنان، ولكن كل هذا لم يمنع الحزب من الاستمرار بالمهمة.
وبحسب بن دافيد فإن تقديرات جيش الاحتلال تشير إلى أن حزب الله نجح حتى هذا اليوم بالحصول على مئات من الصواريخ الدقيقة، التي تصل لمسافات متوسطة وبعيدة.
وأضاف أنه على ما يبدو ما زال حزب الله لا يملك القدرة الكاملة على تحويل صاروخ بسيط لصاروخ دقيق، ولكن جهوده مستمرة، حيث يحاول "الحصول على معدات إيرانية يجري تركيبها في مقدمة الصاروخ وتمنحه القدرة على التوجيه ليصبح دقيقاً"، حسب بن دافيد، وقال: "يمكن تهريب هذه المعدات الإيرانية عبر حقيبة السفر أو حتى عبر حقائب يدوية".
ويرى أن الردع الذي يمنع جيش الاحتلال من العمل بشكل مباشر ضد المواقع التي يحاول حزب الله تصنيع الصواريخ الدقيقة بها في لبنان "يعتبر مفهوماً"، فمنذ 2012 ترسخت معادلة ردع بموجبها سيرد حزب الله على أي قصف إسرائيلي على الأراضي اللبنانية، وهو ما قد يؤدي لاندلاع حرب جديدة تشهد إطلاق عشرات آلاف الصواريخ التي ستؤدي لدمار كبير وخسائر بشرية. وأضاف أنن جيش الاحتلال ما زال يعتبر أنه يمكن التعامل مع عدة مئات من الصواريخ الدقيقة، ولذلك لم يستهدف مواقع تصنيعها حتى الآن، ولكن "لا أحد يعلم إلى متى سيستمر السكوت الإسرائيلي عن هذه الصواريخ".
وقال إن جيش الاحتلال يعتبر الصواريخ الدقيقة تهديداً إستراتيجياً على "إسرائيل"، وأن الحزب يستطيع باستخدام الصاروخ الدقيق استهداف مقر قيادة هيئة الأركان "بتل أبيب" بشكل مباشر، وليس بإطلاق عدة صواريخ غير دقيقة تسقط بالقرب منه، وأكد أن القدرات التي توفرها الصواريخ الدقيقة قد تؤدي إلى تدمير منظومات استراتيجية لدى الاحتلال، ولذلك يجب وضع خطة للتعامل مع مشروع الصواريخ الدقيقة لحزب الله.
وكان أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، قال في مقابلة مع قناة "الميادين" إن "عدد الصواريخ الدقيقة التي يملكها الحزب بات ضعفي ما كان عليه قبل سنة"، حسب وصفه.