فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: بعد وقبل قيام كيان الاحتلال على أنقاض قرى ومدن فلسطين، عملت الحركة الصهيونية على جذب اليهود من الدول العربية (المغرب، واليمن، والعراق، ومصر وغيرها)، وسلخهم عن ثقافتهم العربية التي عاشوا في أكنافها وتفاعلوا معها لعقود.
شكل اليهود المغاربة النسبة الأكبر من المتوجهين للاستيطان في فلسطين المحتلة، ووصل عدد منهم إلى مناصب كبيرة في جيش ودولة الاحتلال، وكان لهم أدوار كبيرة في الاتصالات السرية والعلنية بين النظام المغربي و"إسرائيل".
وعلى خلاف الادعاءات التي روجتها دولة الاحتلال أن اليهود في المغرب تعرضوا للاضطهاد الذي أجبرهم على "الرحيل" إلى فلسطين، فإن مصادر تاريخية بينها من يهود المغرب نفت كل هذه "الأكاذيب"، وتم الحفاظ على ممتلكات الذين غادروا البلاد.
استخدم الاحتلال جهاز "الموساد" في عمليات اقناع اليهود المغاربة بالهجرة إلى فلسطين، من خلال اختلاق "أكاذيب" مختلفة وأقنعت جزءاً منهم بأن حياتهم في خطر ومهددة.
تذكر المصادر التاريخية أن الهجرات اليهودية من المغرب إلى فلسطين المحتلة، بدأت بتشجيع من الاستعمار الفرنسي، واستمرت حتى 1961 بعد صفقة عقدها الملك الحسن الثاني مع الحركة الصهيونية.
شغل اليهود المغاربة مناصب هامة في دولة الاحتلال، بينهم غادي أيزنكوت رئيس أركان الجيش سابقاً، وعمير بيرتس وزير الجيش السابق، ووزير الداخلية في حكومة الاحتلال أمير أوحانا، الذي رفض تزويد الأسرى الفلسطينيين بلقاحات كورونا، وميري ريغيف وزيرة المواصلات، وكانت تشغل سابقاً منصب الناطق باسم الجيش، ولها دور في علاقات التطبيع مع الإمارات وغيرها من دول خليجية، والنائب في "الكنيست" ميكي زوهر، ووزير الخارجية السابق ديفيد ليفي.
ويقود هؤلاء القادة والوزراء توجهات عدائية للعرب والفلسطينيين، ويحسب معظمهم على أحزاب "اليمين" وفقاً للتقسيمات الداخلية في دولة الاحتلال.
ويقيم النظام المغربي علاقات قديمة مع الاحتلال الإسرائيلي منذ عهد الملك الحسن الثاني، على مستويات أمنية وسياسية، وتذكر مصادر تاريخية أن النظام استعان "بالموساد" لتصفية معارضين مثل مهدي بن بركة.
وأقام الملك المغربي الحسن الثاني صداقة قوية مع "سام بن شطريت" رئيس الجمعية العالمية ليهود المغرب، وقد أطلقت بلدية المجدل المحتلة اسم الملك على أحد ميادينها، "بعد جهوده في تسهيل الهجرة اليهودية إلى فلسطين".
وفي الاتجاه الآخر، يشارك عدد من اليهود الذين بقوا في المغرب بالتظاهرات والحراكات الرافضة للتطبيع، مثل المناضل اليساري سيون أسيدون ورفاق آخرين، الذين يرفضون أية علاقات مع دولة الاحتلال التي تعتدي على الفلسطينيين وتسرق أرضهم.